الاصلاحات الاقتصادية والعمرانية في عهد الدولة الاسلامية
سوف نركز في عرضنا لهذه الإصلاحات على النقاط الآتية: 
الأولى: إقطاع الأراضي لاستصلاحها، وإحيائها للزراعة. 
الثانية: حِمَى الأرض. وما المراد بهذا المعنى.
الثالثة: إصدار النقود الإسلامية. 
الرابعة: الإنشاءات العمرانية. 
أولًا: إقطاع الأراضي لاستصلاحِهَا وإحيائها للزراعة: 
يقصد بالإقطاع منحُ الأراضي، وتمليكها لبعض الأفراد؛ بهدف إحيائها واستصلاحها للزراعة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقْطِعُ بعض الأراضي للناس طلبًا لاستصلاحها.
ومن الأمثلة على ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم أقطع رجلًا من الأنصار يسمى "سليط" أرضًا خارج حدود المدينة؛ ليقوم على زراعتها، ومضى الخليفة أبو بكر رضي الله عنه في تطبيق السياسة النبوية؛ فقد أقْطَعَ الزبيرَ بن العوام أرضًا مواتًا تقعُ بين الجُرْفِ وقناة، وأقطع مُجَّاعَةَ بن مرارة الحنفي قريةً باليمامة تسمى الخَضْرَمة. 
وقد توسع عمر رضي الله عنه في إقطاع الأراضي لغرض استصلاحها جريًا على السياسة النبوية، وقال: "يا أيها الناس من أحيا أرضًا ميتةً فهي له" وكان رضي الله عنه ينتزع ملكية الأرض المقْطَعة إذا لم يتم استصلاحها. 
ومن الذين أعطاهم عمر رضي الله عنه أراضيَ لاستصلاحِهَا: الزبير بن العوام، أقطعه أرضَ العُقَيق جميعها، ومنهم: علي بن أبي طالب } أقطعه أرض ينبع فتدفق فيها الماء الغزير فأوقفها علي صدقة على الفقراء. 
ولما تولى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة توسع جدًّا في إقطاع الأراضي، وخاصةً في البلاد المفتوحة؛ حيث ترك عددٌ من الملاكين أراضيهم فارين؛ فصارت صوافي تملكها الدولة، وتقوم باستثمارها، وقد أقطع عثمانُ رضي الله عنه من هذه الأراضي؛ خوفًا من بوارها، وبلغت قيمة إنتاج الغلات من هذه الأراضي تسعة آلاف درهم في عهد عمر، وارتفعت هذه القيمة إلى خمسين مليون درهم في عهد عثمان؛ مما يدل على نجاح سياسته في إدارة أراضي الصوافي. 
ولا شك في أن تعمير هذه الأراضي، واستصلاحها للزراعة قد زاد من الإنتاج الزراعي، وتوظيف الأيدي العاملة، ورواج تجارة المحصولات الزراعية في الأسواق؛ لسد حاجات المستهلكين، وقد ساهمت زيادة الإنتاج في زيادة الدخل القومي والموارد المالية للدولة.
ثانيًا: حمى الأرض:
ونقصد به تخصيص الأراضي التي نبت فيها العشب والكلأ من غير أن تزرع، تخصيصها لرعي الإبل، والخيل التي تملكها الدولة، وقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم أرض وادي النقيع للخيل، ويبلغ طولُ هذا الوادي من منابعِهِ حتى يصل إلى حدود المدينة حوالي مائة وخمسين كيلو مترًا، ويقع جنوب المدينة النبوية على بعد أربعين كيلو مترًا. وقد استمر أبو بكر وعمر { في حماية هذه الأراضي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والأصل: أن الناس شركاء في الماء والكلأ والنار -كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم فإذا نزل الناس في أسفارِهِم بالأودية والأراضي التي ينبت فيها النبات، العشب والكلأ، مما أخرجه الله للأنعام، ولم يتعب فيه أحد بحرثٍ ولا غرس، ولا سقي؛ فإن هذه المراعي تكون لمن سبق إليها، ترعاه أنعامهم ومواشيهم ودوابهم.
ومن حق الدولة أن تحمي ما تراه من هذه الأراضي لرعي الإبل والخيل التي تُعَدُّ للجهاد في سبيل الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا حِمَى إلا لله ولرسوله)) كما في رواية البخاري في صحيحه، أي: ليس لأحد أن يحمي أرضًا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من يقوم مقامَهُ من الخلفاء والحكَّام. 
وفي عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان { كثرت المناطق المحمية؛ لكثرة ما تملكه الدولة من الإبلِ والخيلِ المُعَدَّةِ للجهاد. ومن هذه المحميات حمى "الربذة" لأنعام الزكاة وخيل الجهاد، وتقع على مسافة كيلو مترًا من المدينة النبوية.
وتخصيص الدولة أراضيَ لها ترعى فيها أنعام الزكاة، والخيل المعدة للجهاد فيه ترشيد واقتصاد للنفقات ومحافظة على الأموال العامة؛ لأنه إذا لم تقم الدولة بحمايةِ هذه الأراضي لها؛ فسوف تبحث عن أراضٍ أخرى مزروعة، ومملوكة لبعض الناس، فتستأجرها منهم؛ مما يزيد من الأعباء المالية على خزانة الدولة. 
ثالثًا: إصدار النقود الإسلامية: 
النقود وسيلةٌ ضرورية للحياة الاجتماعية الخاصة والعامة؛ لا سيما في التعامل بها بين الأمم والدول، وفي عهد الخلفاء الراشدين أصبح للإسلامِ دولة، فيها مسلمون، وغير مسلمين ويجاورها دول ذات نُظُم، وحضارات، ظلت تتعامل مع الدولة الإسلامية، ومن ثم كان لا بد من تنظيم العمل بالنقود والعناية بها. 
وتشير المعلومات التاريخية إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أبقى على استعمالِ النقود والعُمْلَة التي كانت متداولة وموجودة قبل الإسلام، وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخليفته أبي بكر رضي الله عنه إلا أن عمر رضي الله عنه هو الذي حدد وزن الدرهم الشرعي، فقد رأى أن الدراهم الفضية المتداولة في الأسواق مختلفة الأوزان، منها: الدرهم البغلي ووزنه ثمانية دوانيق، ومنها: الدرهم الطبري، وهو أربعة دوانيق، ومنها: الدرهم المغربي، وهو ثلاثة دوانيق، ومنها: اليمني، ووزنه دانق واحد. 
ولاحظ عمر أن الدراهم التي يكثر استعمالها هي الدرهم البغلي والدرهم الطبري، فجمع بين وزنيهما فكان اثني عشر دانقًا؛ فأخذ نصف هذا الوزن فجعل منها درهمًا إسلاميًّا بوزن ستة دوانيق، ثم إن عمر رضي الله عنه لم يكتفِ بذلك، إنما كان يراقب حركةَ النقود، فنهى عن بيعة النقود الرديئة المزيفة بأخرى جيدةٍ أقل من وزنها.
وقد استعملت الدولة الإسلامية في عصر الراشدين الدينارَ البيزنطي، والدرهم الفارسي، وكان الدينار البيزنطي يزن مثقالًا من الذهب، أو ثمانية دوانيق، أو عشرين قيراطًا، ولما انتقلت الخلافة الإسلامية إلى الأمويين، قام الخليفة عبد الملك بن مروان الذي حكم بين سنتي خمسة وستين وستة وثمانين قام بتعريب النقود والعملة، وألغى الدينارَ البيزنطي والدرهم الفارسي، وأصدر عملةً إسلاميةً عربيةً جديدة تليقُ بالدولة الإسلامية.
رابعًا: الإنشاءات العمرانية: 
فقد اهتم الخلفاء الراشدون بالعمران، والإنفاق على المنشآت العامة، مثل: تجديد الحرمين الشريفين المسجد النبوي، والمسجد الحرام بمكة وتوسيعهما، وتعمير مساجدَ جديدة في البلاد المفتوحة، وتأسيس المدن، وحفر الأنهار، وإقامة السدودِ، والمنشآت الأخرى.
1. تعمير المساجد: لقد تم تجديد سقف المسجد النبوي بالمدينة وسواريه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولكن لم تستعمل في التجديد موادُّ أخرى غير جذوع النخل والجريد، كما لم تتم توسعة المسجد، هذا في عهد أبي بكر ولما تولى عمر رضي الله عنه الخلافة، زاد في مساحة المسجد النبوي، وأدخل فيه دارَ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وامتدت هذه التوسعة عشرة أذرع من جهة القبلة وعشرين ذراعًا من الناحية الغربية، وسبعينَ ذراعًا من الناحية الشمالية، وأعيد بناء هذا المسجد النبوي بالطوب اللبن، والجريد وجُعِلَت أعمدته من الخشب، وسقفه من الجريد، وكساه ليحمي الناس من المطر، ونهى عمر عن زخرفتِهِ بحمرة أو صفرة؛ لئلا يلهي الناس عن صلاتهم. 
ثم إن عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر بهدم المسجد النبوي سنة تسعة وعشرين من الهجرة، وأمر بإعادَةِ بنائه وتوسعته، فزاد فيه زيادةً كبيرةً، وأصبحت مساحته بعد التوسعة مائة وستين ذراعًا طولًا، ومائة وخمسين ذراعًا عرضًا وجعلت أعمدته حجارة منقوشة، وسُقِّفَ بالساج، واستغرق تعميرُهُ عشرةَ أشهر.
وقد أجرى عمر رضي الله عنه تعديلات يسيرة في المسجد الحرام بمكة؛ فنقل مقام إبراهيم إلى مكانه الذي فيه اليوم، بعيدًا عن الكعبة، وكان قبل ذلك ملصقًا بها؛ وذلك للتيسر على الطائفين والمصلين، وعَمِلَ فوقه المقصورة، وأقام لأول مرة جدارًا قصيرًا حول البيت الحرام، وكانت كسوة الكعبة في الجاهلية من الجلود؛ فكساها عمرُ كسوةً يمانيةً، ثم كساها من بيت المال ثيابًا رقيقةً بيضاء، يطلق عليها "القباطي"، وفي عهد عثمان رضي الله عنه تمت توسعة المسجد الحرام سنة ستة وعشرين، وبنى فيه الأروقة.
هذا بالنسبة للحرمين، وقد عمرت المساجد الكبرى في المدن الجديدة في عهد عمر؛ فأسس سعد بن أبي وقاص المسجد الجامع بالكوفة، وأسس عتبةُ بن غزوان المسجدَ الجامعَ بالبصرة، وأسس عمرو بن العاص المسجد الجامعَ في الفسطاط بمصر وبنى مسجد الرحمة في الإسكندرية، وأنشأ عياض بن غنم مجموعة من المساجد في النواحي المختلفة بأرض الجزيرة التي تقع شمالي العراق. 
وتذكر بعض الإحصاءات: أنه أنشئ في عهد عمر رضي الله عنه أربعةُ آلاف مسجد في بلاد العرب وحدها، وإن كان في هذه الإحصائية شيء من المبالغة؛ إلا إذا كان المراد بهذا العدد المساجد الصغيرة، وكانت هذه المساجد الكبيرة محل صلاة المسلمين، وتعارفهم، وتدارسهم علوم القرآن، والحديث النبوي الشريف. 
2. تأسيس المدن الجديدة: لا شك أن خطوط المواصلات بين المدينة المنورة عاصمة الخلافة الراشدة، وميادين القتال في العراق، وإيران، والشام، ومصر، وإفريقية أصبحت طويلة فكان لا بد من اتخاذ قواعد عسكرية داخل المناطق المفتوحة، تصلح لسكن المقاتلين وتوفر لهم الخدمات الضرورية، وقد تم اختيار مواقع المدن الجديدة بعد مشاوراتٍ بين الخليفة عمر رضي الله عنه وقادتِهِ في هذه البلاد. 
وقد نَبَّهَ عمر قادته إلى ضرورة قُرْبِ المدن من الماء والمرعى، وأن يجتمع فيها المسلمون، وبنى هؤلاء القادة مدنهم؛ فابتنى عتبة بن غزوان مدينة البصرة سنة أربع عشرة من الهجرة، وابتنى سعد بن أبي وقاص مدينة الكوفة، سنة ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة، وابتنى عمرو بن العاص مدينة الفسطاط في مصر.
وقد لوحظ في اختيار الموقع: أن هذه المدن الثلاثة لا تفصلها عن الصحراء عوائق ولا حواجز طبيعية من أنهار وجبال؛ ليسهل انسحاب المقاتلين منها إلى الصحراء عند الضرورة. 
وقد استخدم القَصَبُ المتوافر بكثرة في موقع البصرة لبناء المسجد وسط المدينة، وقرب المسجد اختط عتبةُ دارَ الإمارة وإلى جوارها السجن، والديوان في الرحبة، يعني: في الساحة في وسط المدينة، وكان الناس في أول الأمر إذا خرجوا إلى الجهاد نزعوا ذلك القصب وحزموه، يعني: ربطوه، ثم يعيدون بناءه إذا رجعوا من الجهاد، ولما تولَّى أبو موسى الأشعري إمارةَ البصرة سنة سبع عشرة إلى سنة تسعة وعشرين بنى دار الإمارة بالطوب اللبن والطين، وسقفها بالعشب، وزاد في المسجد، وأخذ الناسُ بالبناء بالطوب اللبن خاصة بعد أن وقع الحريق بالبصرة. 
وفي عهد عثمان رضي الله عنه قام الوالي على البصرة عبد الله بن عامر بإعادةِ بناءِ المسجد الجامع بالطوب اللبن من جديد، ثم تمَّ توسعته، وبناؤه بالجص، والطوب الآجر في إمارة زياد بن أبيه أيام الخلفاء الأمويين. 
وأما بناء الكوفة: فكان سنة سبع عشرة من الهجرة، وكان المسلمون يقيمون بمنطقة المدائن، وقد اختطُّوا فيها وأقاموا المساجد؛ لكنهم استوخموها، يعني: وجدوا أن فيها أمراضًا مُعْدِية، فكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي الله عنه بذلك؛ فأمره عمر ببناءِ مدينةٍ لهم، وقام بتخطيط الكوفة رجل يسمى أبو الهياج السلمي خططها، وأسسها على وفق توجيهات الخليفة؛ حيث جعلَ عرضَ الطرق الرئيسية التي تسمى المناهج أربعين ذراعًا وما يليها ثلاثين ذراعًا، وما بينهما عشرين ذراعًا، وجعل الأزقة وهي الحواري، والشوارع الصغيرة سبعة أذرع، ولا يخطُّ طريقًا أضيق من ذلك. 
واعتبرت الطرق الرئيسية حدودًا فاصلة بين مخيماتِ القبائل الواقعة على جانبي الطريق، وقد بُدِئ ببناء المسجد الجامع وسط المدينة، ثم تُرِكَ فراغٌ حول المسجد كالصحن، ثم بنيت دار الإمارة وبيوت الأموال بجوار المسجد، وكان بين المسجد ودار الإمارة مائتي ذراع، وحُفِرَ خندق بعد صحن المسجد؛ لئلا تمتد إليه بيوت الناس، يعني: لئلا تصل البيوت إلى المسجد، وسُمِحَ بإقامة السوق دون بنيان داخل صحن المسجد، ويكون المكان من حق السابق إليه من الباعة. 
وأنزلت القبائل حول صحن المسجد واختطت لها مكانُ إقامتها، فكان لكل قبيلة مكان يعرف باسمها، لا تنزل فيه القبائل الأخرى. وأما مدينة الفسطاط في مصر فقد اختطها عمرو بن العاص فابتنى مسجدها الجامع، ودار الإمارة، وخطط القبائل، أي: جعل لكل قبيلة مكانًا تنزل فيه وتبني منازلها. 
ومن الجدير بالذكر: أن هذه المدن التي أسست في عهد الخلفاء الراشدين كقواعد عسكرية يقيم فيها المقاتلون، وينطلقون منها لاستكمال الفتوحات، هذه المدن نَمَتْ وتطورت فيها الحياة بألوانها المختلفة سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية وعمرانية، وأصبحت فيما بعد مراكز حضارية كبرى، وحظيتْ بمكانة كبيرة ومتميزة في العالم الإسلامي. 
3. حفر الأنهار وإقامة السدود والمنشآت الأخرى: وقد أنفقت الدولة الإسلامية في عهد الراشدين على إقامة منشآت ومشاريع أخرى، ومن ذلك: 
حفر نهر الأُبُلَّة في مدينة البصرة بمسافة ثلاثةِ فراسخ؛ لتوصيل المياه العذبة من دجلة إلى سكانها، وذلك في فترةِ إمارةِ أبي موسى الأشعري، وكان السكان قبل ذلك يقطعون المسافات الطويلة للحصول على الماء العذب، وقد رُدِمَ جزءٌ من هذا النهر فأعيد حفره في إمارة عبد الله بن عامر، في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه. 
وحفرت مجموعة أخرى من الأنهار في البصرة مثل: نهر الأساورة، ونهر أم عبد الله في وسط المدينة. 
حفر خليج أمير المؤمنين بمصر، وهو الذي كان يجري بين النيل من حصن بابليون إلى البحر الأحمر، فكان يربط الحجاز بمصر وييسر تبادل التجارة، لكن الروم أهمَلُوه فَرُدِم، ثم أمر الفاروق عمر بن الخطاب عامله عمرو بن العاص بحفرِهِ؛ فشَقَّه عمرو، فسهل الطريق بين الحجاز والفسطاط عاصمة مصر. 
في خلافة عمر أصاب السيول الكعبةَ، واقتلعت مقامَ إبراهيم فبنى عمرُ سدَّين أحدهما من الصخور العظيمة. 
من المنشآت التي أقيمت في عهد عمر كذلك: إنشاء السجن، ودار لحفظ الدقيق والتمر لوقت الحاجة، وإقامة الاستراحات للحجاج لتوفير الماء والظل على الطريق بين مكة والمدينة.