الأربعاء، 31 يوليو 2013

Post حصول جامعة المدينة العالمية على الاعتماد النهائي لعدد من البرامج الدراسية

بفضل من الله، تمكنت جامعة المدينة العالمية من إضافة إنجاز جديد إلى سجلها الأكاديمي،حيث حصلت على الاعتماد الأكاديمي النهائي من هيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية، لتخصصات كلية العلوم الإسلامية وكلية اللغات في مرحلة الدراسات العليا على النحو الآتي :-

• ماجستير العقيدة
• ماجستير في القضاء والسياسة الشرعية• ماجستير قراءات• ماجستير في الدعوة• ماجستير في الأدب العربي والنقد الأدبي• ماجستير في اللغة العربيةوذلك استناداً إلى المعايير العلمية التي تأخذ بها هيئة الاعتماد الأكاديمي الماليزية، والجدير بالذكر ، أن الاعتماد يمر بثلاث مراحل هي:
  1. مرحلة الموافقة على طرح البرنامج للدراسة والتسجيل الطلابي فيه.
  2. مرحلة الاعتماد المبدئي ويتم الحصول عليها بعد مرور عام دراسي من فتح البرنامج بعد التأكد من وجود الطلبة المسجلين في البرنامج.
  3. الاعتماد النهائي ويتم الحصول عليه بعد تخرج الدفعة الأولى من الطلبة، وبعد اجتياز التفتيش الذي تقيمه لجنة مشكلة من هيئة الاعتماد تقوم بفحص المتطلبات والتأكد من استيفاء المعايير المطلوبة وذلك من خلال زيارة اللجنة للجامعة والالتقاء بالمسئولين الإداريين والأكاديميين والطلبة.

وتشكل عملية الاعتماد ترجمة حقيقية لثقة وزارة التعليم العالي الماليزية وهيئة الاعتماد الماليزية فى جهود الجامعة التعليمية فى التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع الإسلامي .


مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

Post انضمام جامعة المدينة العالمية لقائمة اتحاد الجامعات العالمية (iau)

تحققيا لرؤيتها العالمية وسعيها الدؤوب في انجاز أهدافها وقيمها وتأكيداً منها على السير نحو تطوير شراكاتها الأكاديمية والبحثية، فقد انضمت بفضل من الله تعالى جامعة المدينة العالمية لقائمة أعضاء اتحاد الجامعات العالمية التابع للمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) التي تُعنى بتعزيز قيم ومبادىء التعليم العالي والبحث العلمي مع مختلف جامعات العالم ذات الحضور الدولي والسمعة الأكاديمية المرموقة.
ويهدف “اتحاد الجامعات العالمية”،والذي تأسس عام 1950 برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) ، ومقره في باريس إلى بناء تجمع عالمي للتعليم العالي، وتقديم منتدى عالمي وخدمات مختلفة وصولاً إلى نشر المعلومات والبحوث حول آخر التطورات والمستجدات في قضايا التعليم العالي لأعضائها وغيرهم من المنظمات والمؤسسات التعليمية وصناع القرار والباحثين والعلماء المعنيين بقضايا التعليم العالي من خلال المرجعيات المختلفة والمنشورات العلمية.

ولمزيد من المعلومات يرجى زيارة الرابط التالي :http://www.iau-aiu.net/sites/all/fil...w.pdf#Malaysia

منقول من http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=278


مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

حصول الجامعة على ترخيص التجديد الثاني لتسجيل الجامعة إلى العام 2017

بفضل من الله، فقد حصلت جامعة المدينة العالمية على ترخيص التجديد الثاني لتسجيل الجامعة لمدة خمس سنوات قادمة إلى العام 2017 من وزارة التعليم العالي الماليزية، حيث تخضع عملية تجديد الترخيص لاستيفاء الجامعة للمعايير والشروط الخاصة وتلبيتها لأنظمة وتعليمات وزارة التعليم العالي الماليزية حسب المعايير التالية :
· الرؤية والرسالة والأهداف والمخرجات التعليمية 
. تصميم المناهج الدراسية . تقييم الطلاب واختيارهم . الخدمات الداعمة للطلبة· المصادر التعليمية · الهيئة الأكاديمية · متابعة البرامج ومراجعتها· استمرار تحسين جودة البرامج وتطويرها

ويأتي منح الجامعة ترخيص التجديد الثاني ضمن سعي الجامعة المتواصل لتطوير أدائها وتقييم خدمتها لمنتسبيها ضمن معايير الجودة العالمية بهدف الوصول إلى أفضل مستوى ممكن من الخدمات التعليمية والتقنية والإدارية.


مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

حصول جامعة المدينة العالمية على الاعتماد النهائي لعدد من البرامج الدراسية

بفضل من الله، تمكنت جامعة المدينة العالمية من إضافة إنجاز جديد إلى سجلها الأكاديمي، حيث حصلت على الاعتماد الأكاديمي النهائي من هيئة الاعتماد الماليزية، لتخصصات كلية العلوم الإسلامية وكلية اللغات في مرحلة البكالوريوس على النحو الآتي :-
· بكالوريوس القرآن الكريم وعلومه
· بكالوريوس حديث
· بكالوريوس الفقه وأصوله
· بكالوريوس الدعوة وأصول الدين
· بكالوريوس اللغة العربية وآدابها


وذلك استناداً إلى المعايير العلمية التي تأخذ بها هيئة الاعتماد الماليزية، والجدير بالذكر ، أن الاعتماد يمر بثلاث مراحل هي:
1. مرحلة الموافقة على طرح البرنامج للدراسة والتسجيل الطلابي فيه.
2. مرحلة الاعتماد المبدئي ويتم الحصول عليها بعد مرور عام دراسي من فتح البرنامج بعد التأكد من وجود الطلبة المسجلين في البرنامج.
3. الاعتماد النهائي ويتم الحصول عليه بعد تخرج الدفعة الأولى من الطلبة، وبعد اجتياز التفتيش الذي تقيمه لجنة مشكلة من هيئة الاعتماد تقوم بفحص المتطلبات والتأكد من استيفاء المعايير المطلوبة وذلك من خلال زيارة اللجنة للجامعة والالتقاء بالمسئولين الإداريين والأكاديميين والطلبة.

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

تعزية للأخ الزميل الأستاذ عبدالعزيز العتيق بوفاة نجله

{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تتقدم إدارة جامعة المدينة العالمية ممثلة بوكالاتها وإداراتها بأحر التعازي وصادق المواساة إلى الأخ الزميل الأستاذ عبد العزيز العتيق (المدرس في اللغات في شاه علم / ماليزيا ) لوفاة نجله، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر اليوم الموافق 7 ديسمبر2012 إثر حادث مؤسف، ولا يملك الجميع إلا التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء الخالص بأن يسبغ على الفقيد واسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

حصول جامعة المدينة العالمية على الاعتماد النهائي لعدد من البرامج في التعليم عن بعد

  • بكالوريوس العلوم الإسلامية (تخصص) الفقه وأصوله (تعليم عن بعد)
  • بكالوريوس العلوم الإسلامية (تخصص) الدعوة وأصول الدين (تعليم عن بعد )
  • بكالوريوس العلوم الإسلامية (تخصص) الحديث ( تعليم عن بعد)
  • بكالوريوس العلوم الإسلامية (تخصص) القرآن الكريم وعلومه ( تعليم عن بعد )
  • بكالوريوس اللغات (تخصص) اللغة العربية وآدابها ( تعليم عن بعد)
  • ماجستير في اللغة العربية ( تعليم عن بعد)
  • ماجستير في الدعوة ( تعليم عن بعد)
  • ماجستير في القراءات ( تعليم عن بعد)
  • ماجستير في العقيدة ( تعليم عن بعد)
  • ماجستير في الادب العربي والنقد الأدبي ( تعليم عن بعد)
  • ماجستير في القضاء والسياسة الشرعية تعليم عن بعد)
  • ماجستير في علوم الحديث ( تعليم عن بعد)
مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

جدول الامتحان النهائي لطلاب الماجستير والبكالوريوس لسبتمبر 2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أعزاءنا طلاب وطالبات جامعة المدينة العالمية،تم تجهيز جدول الامتحان النهائي لطلاب الماجستير والبكالوريوس. الرجاء الاطلاع وأخذ الملاحظاتجدول الإمتحان لطلاب الماجستير

جدول الإمتحان لطلاب البكالوريوس


مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

Post انعقاد مجلس أمناء جامعة المدينة العالمية الخامس بالمدينة المنورة

بتوفيق الله وعونه، عقد الاجتماع الخامس لمجلس أمناء جامعة المدينة العالمية وذلك بالمدينة المنورة، المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 13 صفر 1434 هجرية الموافق 26 ديسمبر 2012م بحضور كامل الأعضاء.
وقد ترأس الاجتماع صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود رئيس الجامعة وبحضور أعضاء مجلس أمناء الجامعة، حيث أصدر المجلس العديد من القرارات الهامة خلال الاجتماع على النحو التالي :
- تعيين سمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود رئيساً للجامعة لمدة خمس سنوات.
- تعيين الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي مديراً تنفيذياً للجامعة لمدة خمس سنوات.
- اعتماد تقرير المركز المالي والحساب الختامي للجامعة لعام 2011 المعتمد من قبل مكتب المحاسب القانوني المعين للجامعة.
- المصادقة على موازنة الجامعة التقديرية للعام 2013م.
- الموافقة على تعيين كل من عضوي المجلس الأستاذ الدكتور أشرف بن محمد هاشم، والبرفسور تان سري داتو الدكتور عبد الشكور بن حاج حُسي أعضاء في لجنة التعيينات والترقيات.
- الموافقة على تعيين مرشحي المدير التنفيذي لمناصب الوكلاء " لمدة عامين " وذلك وفقاً للجدول الآتي:

الاسمالمنصب
الأستاذ المساعد الدكتور وان مت بن سليمان.وكيلاً للمدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية.
الأستاذ المساعد الدكتور فضلان محمد بن عثمان.وكيلاً للمدير التنفيذي للشؤون الطلابية.
الأستاذ المشارك الدكتور موفق عبدالله القصيري.وكيلاً للمدير التنفيذي للبحوث والتطوير.
الأستاذ المساعد الدكتور أحمد عبد الرحمن الشيحة.وكيلاً للمدير التنفيذي للعلاقات الخارجية
مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

Post احتفال جامعة المدينة العالمية بإنجازاتها للعام 2012 والإعلان عن الموظفين المثاليين

احتفلت جامعة المدينة العالمية بإنجازاتها للعام 2012 يوم الأربعاء 9 يناير 2013، وذلك بعرض تقرير الأهداف الكمية ككل للعام 2012 والربع الرابع من العام 2012 لكافة الوكالات والإدرات، وذلك بحضور معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي ووكلاء الجامعة ومدراء الإدارات وعمداء الكليات والأساتذة والموظفين في الجامعة، حيث ألقى معالي المدير التنفيذي كلمة أكد فيها على نحاج الجامعة خلال الخمس سنوات السابقة من خلال اعتمادها على نظام الإدارة بالأهداف الكمية ومعلناً عن بدء مرحلة جديدة لخطة خمسية تقوم على الإدارة بالأهداف النوعية أو مايسمى بإدارة القياس المتوازن جنباَ إلى جنب مع نظام الإدارة بالأهداف الكمية وذلك تحت شعار (( الجودة والنمو النوعي ))، كما عبر بدوره عن فخره واعتزازه بموظفي الجامعة وبما حققوه من إنجازات على صعيد الأهداف الكمية خلال السنوات السابقة.والجدير بالذكر، أن نسبة الإنجاز على مستوى الجامعة لحالات الأهداف الكمية للمستوى العام للعام 2012 قد بلغت 78%، ونسبة الأهداف المتأخرة 11% والأهداف الموقوفة 4% والأهداف المحذوفة 4% والأهداف المنقولة 3 %، فيما بلغت نسبة الإنجاز للربع الرابع من العام 2012 75% ونسبة الأهداف المتأخرة 11% والأهداف الموقوفة 4% والأهداف المحذوفة 4% والأهداف المنقولة 3 %.وعلى صعيد متصل، قام معالي المدير التنفيذي للجامعة بهذه المناسبة بتكريم عدد من الموظفين لحصولهم على جائزة الموظف المثالي عن شهر أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر لعام 2012 في إطار السعي لتطوير أساليب العمل ورفع مستوى جودة وكفاءة موظفي الجامعة.حيث تم تكريم كل من:
  • السيد محمد أزلان زينل – وكالة الشؤون الطلابية – جائزة الموظف المثالي عن شهر اكتوبر 2012.
  • السيدة نور عقيلة قمرالدين – المسجل العام للجامعة- جائزة الموظف المثالي عن نوفمبر 2012.
  • السيد باسم اسماعيل ثابت علي – وكالة البحوث و التطوير- جائزة الموظف المثالي عن ديسمبر2012.


حيث تم منح جميع الفائزين شهادات تقديرية جوائز نقدية من إدارة الجامعة إضافة إلى جوائز نقدية من قبل صندوق الموظفين، كما تم تكريم المرشحين للموظف المثالي من قبل الوكالات و الإدارات.يشار إلى أن الجائزة تقوم على تقييم عدة محاور من أهمها الأداء اليومي من خلال تعبئة التقرير اليومي للمهام، الالتزام بالحضور، العمل الجماعي، القيام بإنجازات للجامعة، والالتزام بالسلوك الوظيفي.

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

إعلان عن دروس علمية

أعزاؤنا طلاب وطالبات جامعة المدينة العالمية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسر عمادة شؤون الطلاب أن تعلن لعموم طلاب وطالبات الجامعة عن عقد سلسلة الدروس العلمية في (شرح العقيدة الواسطية) والتي سوف يلقيها - بمشيئة الله تعالى- معالي المدير التنفيذي للجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي حفظه الله ورعاه، يوم السبت من كل أسبوع، وذلك حسب الجدول الآتي:
الوقتالتاريخمكان المحاضرات
من الساعة الثانية إلى الثالثةظهرا بتوقيت ماليزيا(2:00 – 3:00pm)
ابتداء من يوم السبت19/1/2013
المقر الرئيس - جامعة المدينة العالمية الدور (14)LH 1

وسيتم بث هذه الدروس مباشرة على موقع الجامعة، كما سيتم تسجيلها على المواقع الاجتماعية والتشاركية twitter و Facebookحسب الروابط أدناه:
https://twitter.com/mediutv
الدعوة عامة

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

جامعة المدينة العالمية تحتل المركز الثالث في الجامعات الماليزية الخاصة والمركز الثامن

تحققيا لرؤيتها العالمية وسعيها الدؤوب في إنجاز أهدافها وإدراكا منها بأهمية ضمان الجودة العلمية والتعليمية ضمن خططها الإستراتيجية نحو جامعة رائدة ذات رسالة عالمية ، فقد صدرت، بفضل من الله تعالى، نتائج معايير المركز الوطني للبحوث العالمي (الويبو ماتركس) بحصول جامعة المدينة العالمية على المركز الثالث على مستوى الجامعات الماليزية الخاصة والمركز الثامن عشر على مستوى الجامعات الماليزية عموماً للعام 2013 محرزة بذلك تقدماً على أكثر من عشر جامعات ماليزية مقارنة بالنصف الثاني لعام 2012م حيث كانت الجامعة تحتل المركز الثامن والعشرين على مستوى الجامعات الماليزية.
وبدوره هنأ معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة التميمي وكالات وإدارات الجامعة على هذا الإنجاز المتميّز والذي يؤكد حرص الجامعة على مواكبة كل المستجدات على الصعيد الأكاديمي والبحثي، كما أثنى على جهود القائمين في الرفع من تصنيف الجامعة على مستوى العالم.

ويلاحظ أبرز التغييرات على تصنيف النصف الأول من العام 2013 ما يلي:

1-
 حصول جامعة المدينة العالمية على المركز الثالث بين الجامعات الماليزية الخاصة.
2- 
حصول جامعة المدينة العالمية على المركز الثامن عشر على مستوى الجامعات الماليزية عموماً والتي تضم أكثر من 76 جامعة وكلية جامعية.
3- 
حصول جامعة المدينة العالمية على المركز 90 على مستوى جامعات شرق آسيا والتي تضم أكثر من 1074 جامعة.
4- 
حصول جامعة المدينة العالمية على المركز 609 على مستوى جامعات قارة آسيا والتي تضم أكثر من 6819 جامعة.
5- حصول جامعة المدينة العالمية على المركز السابع عشر ( 17 ) على الجامعات العربية والإسلامية. 
6- حصول جامعة المدينة العالمية على المركز 2116 على مستوى جامعات العالم والتي تضم أكثر من 11997 جامعة. 

حيث يقوم هذا الترتيب على أربعة معايير على النحو الآتي :
· المعيار الأول يقيس العدد الإجمالي لصفحات الجامعة (الحجم 20%)، والتي تظهر هيكل وأنشطة الجامعة التي يمكن أن تجتذب الطلاب والمهتمين.

· المعيار الثاني مرتبط بالمعيار الأول حيث يعكس تدويل الجامعة
 والروابط والظهور العالمي (الرؤية 50 ٪).
· المعيار الثالث يقيس مدى رؤية تأثير المواد المنشورة وكذلك حجم الملفات الغنية (15 ٪).

· المعيار الربع يقيس أوراق البحث العلمي (15 ٪) والتي يمكن تخزينها وإتاحتها للبحوث والتعليم ، مما يعكس نجاح المؤسسة في توثيق وحفظ وجودة أنشطتها الأكاديمية.

يشار إلى أن المركز الوطني للبحوث بمدريد- أسبانيا يقوم بنشر ترتيب ( الويبو ماتركس ) مرتين في السنة، وذلك بهدف حث المؤسسات الأكاديمية في العالم على تقديم ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي.


مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

بشرى سارة لمستخدمي أجهزة الأيفون والأيباد

عمادة شؤون المكتبات تطلق برنامج تقني لتصفح وتحميل المكتبة الرقمية على الأجهزة اللوحية والكفية​

إدراكا من جامعة المدينة العالمية بأهمية مواكبة التطورات التقنية الحديثة وربط الوسائل التعليمية بأحدث ما تم التوصل إليه في مجال أجهزة الاتصالات المتطورة، قامت عمادة شؤون المكتبات بإطلاق برنامج يعمل على تصفح وتحميل جميع كتب المكتبة الرقمية على الأجهزة اللوحية والكفية ( الآيفون والآيباد ) في خطوة منها تهدف للتسهيل على طلبة العلم في مطالعة كافة الكتب المتوفرة على قاعدة بيانات مكتبة جامعة المدينة العالمية الرقمية بأسهل الطرق وأفضل الوسائل المتاحة، حيث تضم في فضائها أكثر من 27 ألف كتاب بصيغة (PDF) و(EPUB).
ويقدم البرنامج خصائص ومميزات عديدة لمستخدمي الأجهزة اللوحية والكفية ( الآيفون والآيباد )، حيث يمكن البحث عن الكتاب وتصفحه بسهولة بالإضافة إلى تحميله، ويمكن إضافة الكتب إلى المفضلة وحذفها من قائمة مكتبتي ، كما روعي في تصميم البرنامج تصنيف الكتب بحسب المجموعات التي ينتمي إليها كل كتاب والبحث داخل الكتاب بيسر وسهولة.
وتأكيدا منها على سرعة اختصار الوقت على متصفحي المكتبة توفر عمادة شؤون المكتبات نسخة البرنامج على موقع شركة ابل (App Store) حيث يمكن البحث عنه عن طريق كتابة MEDIU LIB في محرك البحث بصيغته المجانية.
رابط تنزيل البرنامج على موقع App Store

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الإعلان عن عقد المؤتمر العلمي الأول لكلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات

الإعلان عن عقد المؤتمر العلمي الأول لكلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات تحت عنوان ( المؤتمر الدولي للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسب الآلي وتقنياته )
يسر جامعة المدينة العالمية بالتعاون مع مؤسسة “صمم لنهضة علمية” الإعلان عن عقد المؤتمر العلمي الأول لكلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات

تحت عنوان

(المؤتمر الدولي للتطبيقات الإسلامية في علوم الحاسب الآلي وتقنياته )
يوم الإثنين والثلاثاء 1-2 /07/ 2013 .
ولمزيد من المعلومات يرجى زيارة الروابط التالية:- 

النسخة العربية النسخة الإنجليزية 



مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

منسوبو جامعة المدينة العالمية يتقدمون بالتعزية في وفاة الدكتور موفق القصيري رحمه الله

{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره يتقدم منسوبو جامعة المدينة العالمية بكافة وكالاتها وإداراتها وطلابها بأحر التعازي وصادق المواساة إلى آل القصيري الكرام في وفاة

فضيلة 
الدكتور موفق القصيري رحمه الله
وكيل المدير النتفيذي للبحوث والتطوير
الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء الأربعاء الموافق 2013/4/3 ، ولا يملك الجميع إلا التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء الخالص بأن يسبغ على الفقيد واسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، فقد كان أحد الذين قدموا خدمات جليلة لخدمة العلم وأهله ومن الذين أسسوا وبنوا في جامعة الدينة العالمية، فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة وجعل ثواب أعماله في موازين حسانته إنه سميع مجيب.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad


سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- أسباب سقوط الدولة الاموية:

أسباب سقوط الدولة الاموية:
لقد قامت الدولة الأموية في المشرق من عام الجماعة وهو العام الواحد والأربعون من الهجرة، كما سبق وذكرنا، وعاشت هذه الدولة تواجه عددًا من المشكلات حتى انتهت سريعًا وهي لا تزال فتية سنة مائة واثنتين وثلاثين.
ويكاد يجمع المؤرخون على أن مؤسسها الأول وهو الصحابي معاوية بن أبي سفيان عظيم من عظماء العرب وداهية من دهاتهم، ويكادون يجمعون كذلك على أن مروان بن محمد -آخر خلفاء الدولة الأموية- هو الآخر من عظماء الخلفاء والقادة في تاريخ الإسلام كله، وأنه كان كفئًا بارعًا، ولولا تكالب عوامل السقوط وبزوغ دعوة آل العباس لكان قادرًا -هذا الخليفة الأخير- على قيادة السفينة باقتدار.
وبين هذين الرجلين العظيمين مع اختلاف في درجة العظمة بينهما، تتابع خلفاء بني أمية الأربعة عشر، فكان منهم عظماء كبار وبناة دولة من طراز نادر مثل: عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك.
ومن يقرأ تاريخ الدولة الأموية ويدرس فتوحاتها العظيمة، ونظمها الإدارية الراقية ومساهمتها الحضارية المشرقة، وكفاءة خلفائها وولاتها العالية ربما لا يتوقع نهايتها المفجعة وسقوطها السريع، وبالفعل يعد سقوطها وانهيار بنيانها الشامخ من الأمور العجيبة في التاريخ الإسلامي، بل في التاريخ البشري كله.
وإذا أردنا مقارنة تاريخية بين شخصيات الدولة الأموية وأعمالهم، وشخصيات عدد من الدول التي طال عمرها وأعمالها، فسوف تكشف لنا هذه المقارنة أن الأمويين لم يكونوا أقل من غيرهم، إن لم يكونوا أفضل منهم، سواء في نوعية الشخصيات الحاكمة وإمكاناتها الخلقية والنفسية والفكرية، والتزامها بالإسلام، أم في الأعمال والإنجازات العامة السلمية والحربية التي قامت بها كل دولة من هذه الدول.
ومن هنا نرى أنه لا تطابق بالضرورة بين أعمار الدولة وبين عظمتها، وإن سقوط بني أمية السريع ليس دليلًا على عدم جدارتهم، كما أن امتداد أعمار بعض الدول ليس دليلًا على أهليتها للبقاء، ولربما يرى كثير من دارسي التاريخ أن ميزان الأمويين على قصر عمر دولتهم، لا يقل عن ميزان العباسيين مع طول عمر دولتهم.
والسؤال الذي كان ولا يزال يلح كثيرًا على مؤرخي الإسلام، والذي يعد دليلًا على نوع من الاندهاش والحيرة، إزاء هذا العمر القصير والسقوط السريع لدولة الفتوحات العظيمة، السؤال هو: لماذا سقطت هذه الدولة الشابة الفتية إذًا؟
لقد اختلفت آراء المؤرخين قديمًا وحديثًا حول تفسير عوامل سقوط الدولة الأموية، مع اختلاف في إبراز هذا العامل أو ذاك، والواقع أنه لم يكن هناك عاملًا واحدًا أو اثنين هما اللذان قَوَّضا هذا البنيان الشامخ، وإنما تضافرت وتعاونت عدة أسباب، وتفاعلت كلها لتكون معاول هدم في جسم الدولة الأموية لينهار ذلك الصرح الكبير.
ويمكن تلخيص هذه الأسباب في النقاط الآتية:
1. الثورات التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم، وأهم هذه الثورات ثورات الشيعة العلويين، بدءًا من ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب ضد الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، واستشهاده في كربلاء في المحرم سنة واحد وستين، ومرورًا بثورة التوابين في الكوفة سنة أربع وستين إلى سنة خمس وستين، وهؤلاء هم الذين خذلوا الحسين، ولم يوفوا ببيعتهم له ثم عبروا عن توبتهم بخروجهم ضد بني أمية يطلبون بثأر الحسين، وانتهى أمرهم بالهزيمة وقتل منهم عدد كبير.
ثم ثورة المختار بن عبيد الله الثقفي سنة ست وستين إلى سنة سبع وستين في الكوفة، الذي استطاع أن يهزم جيوش الأمويين في أكثر من معركة، ويقيم دولة في الكوفة وضواحيها، وينجح في قتل عبيد الله بن زياد أمير العراق وهو المسئول الأول عن مقتل الحسين.
وقد انتهت ثورة المختار بمقتله على أيدي الزبيريين سنة سبع وستين، ثم جاءت ثورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الكوفة، أيضًا سنة مائة وواحد وعشرين، وذلك في زمن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وغير ذلك من ثورات العلويين.
وربما لا تكون هذه الثورات كلها في وقتها ذات أثر عسكري كبير على الدولة الأموية، باستثناء حركة المختار، لكن أثرها كان بعيد المدى في نفوس الناس، وهذا ما استفاده دعاة العباسيين في مرحلة التحضير لثورتهم ضد الأمويين.
ومن هذه الثورات أيضًا: ثورات الخوارج، وهذه كانت من القوة والعنف والاتساع، بحيث أسهمت إسهامًا واضحًا في إضعاف الدولة الأموية أمام أعدائها، فلم تتركها تستريح وظلت تنفجر في أماكن كثيرة، وبخاصة في العراق وجنوبي الجزيرة العربية، حتى آخر لحظة في حياة الدولة، وقد بلغت حركة الخوارج أقصى درجات العنف في عهد مروان بن محمد، آخر الخلفاء الأمويين، الذي شهد آخر ثورات الخوارج وأشدها خطرًا، بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني في العراق وأبي حمزة الخارجي في اليمن.
وكان للجهود الحربية التي بذلها هذا الخليفة الأخير طيلة ثلاث سنوات في محاربة الخوارج، رغم الصعاب التي واجهته في أنحاء دولته، كان لهذه الجهود الأثر الكبير في زوال نفوذهم، وما كاد يرجع إلى حران -وهي مقر إقامته- ليدبر شئون الخلافة بعد أن قضى على ثورات الخوارج، حتى أعقبه القدر بمن هو أقوى شوكة، وأعظم أتباعًا وأشد بأسًا من الخوارج وهو ظهور أبي مسلم الخرساني، يقود الجيوش العباسية في خراسان ويستولي على المدينة بعد الأخرى.
ويمكن القول: إن الخوارج كانوا ستارًا كثيفًا حجب عن الولاة الأمويين بالعراق وخراسان ما يجري في الكوفة وخراسان من الدعوة للعباسيين.
ومن هذه الثورات: ثورات بعض كبار القادة، وأبرزها ثورة عبد الله بن الزبير، الذي خرج على الأمويين بعد موت معاوية بن أبي سفيان، رافضًا البيعة لابنه يزيد، وقد أعلن نفسه خليفة في مكة بعد موت يزيد سنة أربع وستين، واستطاع ابن الزبير أن يكون دولة واسعة، شملت معظم أنحاء البلاد الإسلامية عدا منطقة الأردن في الشام، واستمرت نحو تسع سنوات من سنة أربع وستين إلى سنة ثلاث وسبعين، وانتهى أمره بمقتله وهو محاصر في مكة سنة ثلاث وسبعين.
ومن ثورات بعض كبار القادة: ثورة عبد الله بن الأشعث الكندي في العراق سنة واحد وثمانين، وهي أعنف ثورة واجهت الخليفة عبد الملك بن مروان، وسببها السياسة القاسية التي انتهجها أمير العراق والمشرق في عهد عبد الملك، وهو الحجاج بن يوسف الثقفي، إضافة إلى الطموح الشخصي الذي لعب برءوس بعض أبناء القبائل الكبرى، وقد انضم عدد من الفقهاء والعباد من كبار التابعين إلى ابن الأشعث، وصدقوا دعواه بأنه إذا بويع بالخلافة فسوف يحكم بالعدل، ويعيد حكم الخلفاء الراشدين ويمحو مظالم بني أمية، وكان منهم الإمام الشعبي والإمام سعيد بن جبير، وقد استمرت هذه الثورة فترة تقرب من ثلاث سنوات، دارت خلالها نحو ثمانين معركة، قتل فيها عشرات الألوف من الرجال، وكان آخرها معركة دير الجماجم التي استمرت وحدها مائة يوم وانتهت بهزيمة ابن الأشعث ومقتله.
ومن ثورات كبار القادة كذلك: ثورة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة مائة وواحد، وهو من أسرة آل المهلب العريقة، صاحبة الدور الكبير في مساندة الدولة الأموية في حربها مع الخوارج، وفي المشاركة في حركة الفتوحات الإسلامية على الجبهة المشرقية ببلاد خراسان وسجستان وغيرها، وقد اتسعت ثورة يزيد بن المهلب، حتى شملت البصرة والجزيرة الفراتية شمال العراق، والبحرين وعمان وفارس والأهواز، وانتهت بمقتله كذلك مع عدد كبير من أسرة آل المهلب سنة مائة واثنتين من الهجرة.
فهذا كله السبب الأول من أسباب سقوط دولة بني أمية، ويتلخص -كما ذكرنا- في الثورات التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم، فبعضها ثورات للشيعة العلويين وبعضها ثورات للخوارج، وبعضها الآخر ثورات لبعض كبار القادة كعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن الأشعث الكندي ويزيد بن المهلب بن أبي صفرة.
2. العصبيات القبلية، لقد جاء الإسلام بمبادئه الإنسانية التوحيدية ليضعف إلى حد كبير من روح العصبية القبيلة، التي كانت متفشية في المجتمع العربي قبل الإسلام، غير أنه لم يتسن إبان حياة النبي أن يقضي عليها تمامًا فظلت تخبو حينًا وتظهر حينًا آخر، حتى وجدنا دلائل على استمرارها في أخريات حياة الرسول وخليفتيه أبي بكر وعمر {، ثم استردت هذه العصبية شيئًا من عافيتها في خلافة عثمان وبخاصة في السنوات الأخيرة من خلافته، حتى كانت إحدى العوامل المحركة للخروج عليه واستشهاده.
ثم وجدت هذه العصبية القبلية فرصتها في أجواء الفتنة التي أعقبت مقتل الخليفة الشهيد عثمان، وفي أثناء النزاع بين علي ومعاوية { والذي انتهى بقيام الدولة الأموية، بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة سنة واحد وأربعين.
وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلها بعض خلفاء بني أمية وولاتهم، وفي مقدمتهم معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان وأولاده من بعده: الوليد وسليمان ويزيد وهشام، وكذلك عمر بن عبد العزيز، أقول: على الرغم من تلك الجهود التي بذلها هؤلاء الخلفاء للحد من هذه العصبية، والتعامل معها بتوازن شديد، مدركين خطورتها على وحدة دولتهم وسلامة بنيانها الاجتماعي.
أقول: على الرغم من ذلك فإننا نرى هذه العصبية تبرز بشكل خطير في بعض مراحل تاريخ هذه الدولة، حتى تكون هي السمة الأكثر بروزًا، كما حدث في الفترة التي تلت موت يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وتنازل ابنه معاوية الثاني عن الخلافة بالشام، وكما حدث بعد مقتل الوليد بن يزيد سنة مائة وخمسة وعشرين إلى سنة مائة وست وعشرين، وانقسام البيت الأموي على نفسه في الفترة الأخيرة من حكم بني أمية.
ففي هذه الفترة الأخيرة التي تبدأ من سنة مائة وخمس وعشرين إلى سنة مائة واثنتين وثلاثين انفجرت العصبيات القبيلة، وفتحت فاهًا كألسنة النيران، دون أن يستطيع أحد أن يوقفها أو أن يسد فاهًا؛ لأن بعض الخلفاء الأواخر لم يكونوا أهلًا للقيادة، فعجزوا عن التصدي لهذه العصبيات، بل كانوا هم سببًا في اشتعالها.
وقد زاد الأمر خطرًا أن تلك العصبيات انفجرت في الشام، وهي الحصن الحصين للدولة الأموية، فانقلبت عليهم القبائل اليمنية الحليف التقليدي لهم؛ بسبب تقلب سياسة الخلفاء وتذبذبها في الاعتماد على اليمنيين تارة، وعلى القيسيين تارة أخرى، فإذا تقدم اليمنية احتلوا مراتب الدولة ونكلوا بالقيسية، وإذا قدّم أحد الخلفاء القبائل القيسية وعادوا إلى بعض مناصب الحكم نكلوا من خصومهم اليمنيين.
والأخطر من ذلك أن العرب خلال عمليات الفتح الإسلامي حملوا خلافاتهم وعصبياتهم في كل أرض يحلون بها، وبخاصة في خراسان بمشرق العالم الإسلامي، حيث أسهم بعض الولاة في تفاقم نار العصبية، والعمل على إشعالها، بسوء سياستهم وضيق أفقهم، فكان إذا جاء أمير ينتسب إلى اليمنية تعصب لقومه، وخصهم بالوظائف والمزايا، واضطهد القيسيين، وإذا جاء أمير من القيسية فعل عكس ذلك، والنتيجة أن خراسان لم تنعم بالاستقرار في أخريات حكم الأمويين.
وكانت الأحوال تنتقل من سيء إلى أسوأ، مما ساعد الدعاة العباسيين، الذين اتخذوا من خراسان تربة خصبة لدعوتهم، ساعدهم على استثمار هذه الأوضاع لصالحهم، وأن يستغلوا الخلاف بين الفصائل العربية المتنازعة، ويحققوا نصرًا كبيرًا على الجيوش الأموية، كان المنطلق لتحقيق باقي الانتصارات ضد الوجود الأموي.
3. موقف الموالي من الدولة الأموية، والموالي هم سكان البلاد التي فتحها المسلمون، وكان هؤلاء من عناصر غير عربية، ويمكن تقسيمهم إلى أربع طوائف رئيسية:
الطائفة الأولى: أسلمت إسلامًا حقيقيًّا، وارتفعوا فوق العصبيات القومية مثل: الإمام الحسن البصري، والإمام محمد بن سيرين، وعطاء بن يسار، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، فهذه الطبقة أسلمت وحسن إسلامها، ولم ترَ بأسًا أن يحكمها العرب، ونظرت إليهم نظرة تقدير واحترام لأنهم سبب هدايتها.
وقد بادل العرب هذه الطائفة ودًّا بودٍّ وتقديرًا بتقدير، كما أن علماء هذه الطائفة من الموالي كانوا موضع احترام من المجتمع والدولة، وكان تأثيرهم في الحركة العلمية عظيمًا.
الطائفة الثانية: هم الذين أسلموا إسلامًا خفيفًا، ولم تتخلص تمامًا من الماضي، وظلت تفخر بالأمجاد الفارسية القديمة، وهذه الطائفة لم ترفض الإسلام دينًا، لكنها رفضت السيادة والحكم العربيين، وظلت تسعى للقضاء عليهما، وكانت هذه الطائفة نواة الحركة الشعوبية التي نادت بتفضيل الفرس على العرب.
الطائفة الثالثة: أسلمت نفاقًا؛ لأنها رأت أن السبيل إلى المال والجاه لا يكون إلا بالدخول في الإسلام، فأعلنت اعتناقه ولم يدخل الإيمان في قلوبها، ولم تدع فرصة للكيد للمسلمين إلا استغلتها، كما دعت إلى الشعوبية وإلى المذاهب الدينية الهدامة الباطلة، وهذه الطائفة كانت أساسًا لما عُرف بحركة الزندقة، التي ظهرت في مطالع العصر العباسي.
الطائفة الرابعة: هي التي لم تسلم أبدًا، وبقيت على ديانتها بفضل الحرية التي منحها العرب لأهل البلاد المفتوحة، وقد كان لبعض الموالي من الفرس مواقف عدائية من الدولة الأموية، على الرغم من تسامح الحكومة معهم وإشراكهم في الإدارة، بل تفضيلهم أحيانًا على العرب أنفسهم.
فلم يترك هؤلاء فرصة للخروج والثورة عليها إلا انتهزوها، ولا دعوة لثائر إلا انضموا إليه، فقاتلوا مع المختار بن عبيد الله الثقفي في الكوفة سنة ست وستين إلى سبع وستين، وقاتلوا مع عبد الرحمن بن الأشعث سنة واحد وثمانين، ومع يزيد بن المهلب، وغيرهم من الثائرين كما أنهم ناصروا الخوارج، وتحالفوا مع الشيعة دائمًا.
ويذكر أن عدد الموالي الذين انضموا إلى ثورة ابن الأشعث كان مساويًا لعدد العرب المشاركين في هذه الثورة.
إن هذه المواقف العدائية من الموالي أو من بعض الموالي تجاه الدولة الأموية جعلت الباحثين يظنون أنهم فعلوا ذلك لظلم وقع عليهم من الدولة، وراحوا يكيلون التهم جُزافًا للأمويين بأنهم متعصبون ضد الموالي، وهذا اتهام لم يقم عليه دليل ولا سند تاريخي، وبعيد عن واقع الأمر، والحق أن الدولة الأموية قد عرفت بتسامحها مع غير المسلمين من أهل الذمة، فكيف تضيق بالمسلمين من الموالي وتضطهدهم.
ولعل السبب الرئيسي في عداء الموالي للدولة يكمن في أن طوائف منهم -كما ذكرنا- لم يستطيعوا أن يتخلصوا تمامًا من الماضي، حيث كانوا أصحاب السيادة على العرب قبل الإسلام، فلما فتح المسلمون بلادهم عز عليهم أن يحكمهم العرب فعملوا على تقويض الدولة.
ومع ذلك وفي الوقت الذي ننفي فيه القول باضطهاد الدولة الأموية للموالي، فإننا لا ننكر أن يكون بعض الولاة العرب قد نظروا إلى الموالي الفرس نظرة كبر وتعالٍ، وأوقعوا بهم صورًا من الظلم مثل: فرض الجزية على من أسلم من أهل الذمة، لكن ذلك لم يكن سياسة دولة، وإنما نتج عن تجاوز وسوء فهم لأحكام الإسلام من بعض الأمراء، أو لأسباب سياسية واقتصادية عمقت الشكوك في حقيقة إسلام هؤلاء الموالي.
4. التآكل والانشقاق الداخلي للأسرة الأموية الحاكمة، وعدم المواءمة بين اتساع حركات الفتوحات والعمل على تثبيت الإسلام، ومع أن الثورات والفتن الكثيرة التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم كانت من أسباب ضعفهم، وكبدت الدولة الكثير من الجهد والمال والرجال، فإن ذلك لا يعد من الأسباب الأساسية في سقوط بني أمية.
فهذه الخلافات تكاد تكون من سنن الله في المجتمعات، ولا توجد دولة بلا خصوم من داخلها ومن خارجها، ومع أننا لا نستطيع أن ننكر تأثير العصبيات القبلية على مسيرة الدولة، وخصوصًا في الفترة الأخيرة من تاريخها، فإن ذلك أيضًا لا يعد من الأسباب الجوهرية لسقوط دولة بني أمية، فإنهم استطاعوا في معظم تاريخهم تحقيق التوازن والعدل بين القوى المتنافسة على الرئاسة والشرف، وليس صحيحًا -كما ذكرنا- أن الدولة الأموية كانت دولة عربية متعصبة ضد الموالي.
نقول: إن ذلك كله لا يكفي لتفسير سقوط هؤلاء العظماء، وهي أسباب تكاد توجد في معظم الدول والحضارات، وكثير من الدول عاشت أضعاف أضعاف ما عاش بنو أمية، وهي تحمل جراثيم الفناء أكثر مما كانوا يحملون، وإذا كان الأمر كذلك كما قررنا فما الأسباب الحقيقية إذًا؟
ليس هناك إلا حقيقتان:
الحقيقة الأولى: أن بني أمية انهاروا من الداخل، نعم انهاروا من الداخل، وأنهم انتحروا عندما تفرغوا لمحاربة بعضهم بعضًا، وتبادلوا مواقع الموت، وتركوا الدولة في السنوات السبع الأخيرة تتعرض لأشد المخاطر، حتى جاء من قضى عليهم جميعًا وهم العباسيون.
الحقيقة الثانية: أن بني أمية وقعوا في خطأ حضاري كبير، وهو أنهم لم ينبعثوا بتيار حضاري يتمم تيارات الفتوحات الكبرى ويكمله، ويمتص كل حركات الخروج والفتن والثورات.
لقد كان بإمكانهم تحويل كل المناوئين لهم إلى عاملين معهم في مجال نشر الإسلام والعربية، والقضاء على الفرق والطوائف والشيع بالحوار والفكر، ونشر الإسلام الصحيح، وترجمته إلى لغات البلاد المفتوحة، وتحقيق إسلام وتعريب كاملين لهذه الأراضي الشاسعة التي فتحها الله عليهم، بمعنى وفي إيجاز شديد: تحقيق التوازن بين الدولة والدعوة أو بين الأرض والعقيدة، أو بين السياسة والفكر.
وكانت هذه رسالة عظمى لم يتقدم فيها الأمويون بصورة كافية، كما تقضي طبيعة الظروف والتحديات، وكما تقتضي الاستجابة الملائمة للتحدي، وهذا هو الخطأ الحضاري الكبير الذي وقع فيه بنو أمية، فانهارت دولتهم بسرعة، وباختصار شديد فيما يتعلق بهذه الحقيقة الثانية: أن الدولة الأموية لما وسعوا رقعة الفتوحات على الناحية العسكرية، فإنهم لم يتوسعوا في الدعوة ونشر الإسلام بنفس القدر، وبنفس الكفاية وبنفس الاتساع، ومن هنا جاء انهيار دولتهم سريعًا.
هذه هي الأسباب الرئيسة، التي تفسر لنا سقوط دولة بني أمية

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad


سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- أسباب سقوط الدولة الاموية:

أسباب سقوط الدولة الاموية:
لقد قامت الدولة الأموية في المشرق من عام الجماعة وهو العام الواحد والأربعون من الهجرة، كما سبق وذكرنا، وعاشت هذه الدولة تواجه عددًا من المشكلات حتى انتهت سريعًا وهي لا تزال فتية سنة مائة واثنتين وثلاثين.
ويكاد يجمع المؤرخون على أن مؤسسها الأول وهو الصحابي معاوية بن أبي سفيان عظيم من عظماء العرب وداهية من دهاتهم، ويكادون يجمعون كذلك على أن مروان بن محمد -آخر خلفاء الدولة الأموية- هو الآخر من عظماء الخلفاء والقادة في تاريخ الإسلام كله، وأنه كان كفئًا بارعًا، ولولا تكالب عوامل السقوط وبزوغ دعوة آل العباس لكان قادرًا -هذا الخليفة الأخير- على قيادة السفينة باقتدار.
وبين هذين الرجلين العظيمين مع اختلاف في درجة العظمة بينهما، تتابع خلفاء بني أمية الأربعة عشر، فكان منهم عظماء كبار وبناة دولة من طراز نادر مثل: عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك.
ومن يقرأ تاريخ الدولة الأموية ويدرس فتوحاتها العظيمة، ونظمها الإدارية الراقية ومساهمتها الحضارية المشرقة، وكفاءة خلفائها وولاتها العالية ربما لا يتوقع نهايتها المفجعة وسقوطها السريع، وبالفعل يعد سقوطها وانهيار بنيانها الشامخ من الأمور العجيبة في التاريخ الإسلامي، بل في التاريخ البشري كله.
وإذا أردنا مقارنة تاريخية بين شخصيات الدولة الأموية وأعمالهم، وشخصيات عدد من الدول التي طال عمرها وأعمالها، فسوف تكشف لنا هذه المقارنة أن الأمويين لم يكونوا أقل من غيرهم، إن لم يكونوا أفضل منهم، سواء في نوعية الشخصيات الحاكمة وإمكاناتها الخلقية والنفسية والفكرية، والتزامها بالإسلام، أم في الأعمال والإنجازات العامة السلمية والحربية التي قامت بها كل دولة من هذه الدول.
ومن هنا نرى أنه لا تطابق بالضرورة بين أعمار الدولة وبين عظمتها، وإن سقوط بني أمية السريع ليس دليلًا على عدم جدارتهم، كما أن امتداد أعمار بعض الدول ليس دليلًا على أهليتها للبقاء، ولربما يرى كثير من دارسي التاريخ أن ميزان الأمويين على قصر عمر دولتهم، لا يقل عن ميزان العباسيين مع طول عمر دولتهم.
والسؤال الذي كان ولا يزال يلح كثيرًا على مؤرخي الإسلام، والذي يعد دليلًا على نوع من الاندهاش والحيرة، إزاء هذا العمر القصير والسقوط السريع لدولة الفتوحات العظيمة، السؤال هو: لماذا سقطت هذه الدولة الشابة الفتية إذًا؟
لقد اختلفت آراء المؤرخين قديمًا وحديثًا حول تفسير عوامل سقوط الدولة الأموية، مع اختلاف في إبراز هذا العامل أو ذاك، والواقع أنه لم يكن هناك عاملًا واحدًا أو اثنين هما اللذان قَوَّضا هذا البنيان الشامخ، وإنما تضافرت وتعاونت عدة أسباب، وتفاعلت كلها لتكون معاول هدم في جسم الدولة الأموية لينهار ذلك الصرح الكبير.
ويمكن تلخيص هذه الأسباب في النقاط الآتية:
1. الثورات التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم، وأهم هذه الثورات ثورات الشيعة العلويين، بدءًا من ثورة الحسين بن علي بن أبي طالب ضد الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، واستشهاده في كربلاء في المحرم سنة واحد وستين، ومرورًا بثورة التوابين في الكوفة سنة أربع وستين إلى سنة خمس وستين، وهؤلاء هم الذين خذلوا الحسين، ولم يوفوا ببيعتهم له ثم عبروا عن توبتهم بخروجهم ضد بني أمية يطلبون بثأر الحسين، وانتهى أمرهم بالهزيمة وقتل منهم عدد كبير.
ثم ثورة المختار بن عبيد الله الثقفي سنة ست وستين إلى سنة سبع وستين في الكوفة، الذي استطاع أن يهزم جيوش الأمويين في أكثر من معركة، ويقيم دولة في الكوفة وضواحيها، وينجح في قتل عبيد الله بن زياد أمير العراق وهو المسئول الأول عن مقتل الحسين.
وقد انتهت ثورة المختار بمقتله على أيدي الزبيريين سنة سبع وستين، ثم جاءت ثورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب في الكوفة، أيضًا سنة مائة وواحد وعشرين، وذلك في زمن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وغير ذلك من ثورات العلويين.
وربما لا تكون هذه الثورات كلها في وقتها ذات أثر عسكري كبير على الدولة الأموية، باستثناء حركة المختار، لكن أثرها كان بعيد المدى في نفوس الناس، وهذا ما استفاده دعاة العباسيين في مرحلة التحضير لثورتهم ضد الأمويين.
ومن هذه الثورات أيضًا: ثورات الخوارج، وهذه كانت من القوة والعنف والاتساع، بحيث أسهمت إسهامًا واضحًا في إضعاف الدولة الأموية أمام أعدائها، فلم تتركها تستريح وظلت تنفجر في أماكن كثيرة، وبخاصة في العراق وجنوبي الجزيرة العربية، حتى آخر لحظة في حياة الدولة، وقد بلغت حركة الخوارج أقصى درجات العنف في عهد مروان بن محمد، آخر الخلفاء الأمويين، الذي شهد آخر ثورات الخوارج وأشدها خطرًا، بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني في العراق وأبي حمزة الخارجي في اليمن.
وكان للجهود الحربية التي بذلها هذا الخليفة الأخير طيلة ثلاث سنوات في محاربة الخوارج، رغم الصعاب التي واجهته في أنحاء دولته، كان لهذه الجهود الأثر الكبير في زوال نفوذهم، وما كاد يرجع إلى حران -وهي مقر إقامته- ليدبر شئون الخلافة بعد أن قضى على ثورات الخوارج، حتى أعقبه القدر بمن هو أقوى شوكة، وأعظم أتباعًا وأشد بأسًا من الخوارج وهو ظهور أبي مسلم الخرساني، يقود الجيوش العباسية في خراسان ويستولي على المدينة بعد الأخرى.
ويمكن القول: إن الخوارج كانوا ستارًا كثيفًا حجب عن الولاة الأمويين بالعراق وخراسان ما يجري في الكوفة وخراسان من الدعوة للعباسيين.
ومن هذه الثورات: ثورات بعض كبار القادة، وأبرزها ثورة عبد الله بن الزبير، الذي خرج على الأمويين بعد موت معاوية بن أبي سفيان، رافضًا البيعة لابنه يزيد، وقد أعلن نفسه خليفة في مكة بعد موت يزيد سنة أربع وستين، واستطاع ابن الزبير أن يكون دولة واسعة، شملت معظم أنحاء البلاد الإسلامية عدا منطقة الأردن في الشام، واستمرت نحو تسع سنوات من سنة أربع وستين إلى سنة ثلاث وسبعين، وانتهى أمره بمقتله وهو محاصر في مكة سنة ثلاث وسبعين.
ومن ثورات بعض كبار القادة: ثورة عبد الله بن الأشعث الكندي في العراق سنة واحد وثمانين، وهي أعنف ثورة واجهت الخليفة عبد الملك بن مروان، وسببها السياسة القاسية التي انتهجها أمير العراق والمشرق في عهد عبد الملك، وهو الحجاج بن يوسف الثقفي، إضافة إلى الطموح الشخصي الذي لعب برءوس بعض أبناء القبائل الكبرى، وقد انضم عدد من الفقهاء والعباد من كبار التابعين إلى ابن الأشعث، وصدقوا دعواه بأنه إذا بويع بالخلافة فسوف يحكم بالعدل، ويعيد حكم الخلفاء الراشدين ويمحو مظالم بني أمية، وكان منهم الإمام الشعبي والإمام سعيد بن جبير، وقد استمرت هذه الثورة فترة تقرب من ثلاث سنوات، دارت خلالها نحو ثمانين معركة، قتل فيها عشرات الألوف من الرجال، وكان آخرها معركة دير الجماجم التي استمرت وحدها مائة يوم وانتهت بهزيمة ابن الأشعث ومقتله.
ومن ثورات كبار القادة كذلك: ثورة يزيد بن المهلب بن أبي صفرة سنة مائة وواحد، وهو من أسرة آل المهلب العريقة، صاحبة الدور الكبير في مساندة الدولة الأموية في حربها مع الخوارج، وفي المشاركة في حركة الفتوحات الإسلامية على الجبهة المشرقية ببلاد خراسان وسجستان وغيرها، وقد اتسعت ثورة يزيد بن المهلب، حتى شملت البصرة والجزيرة الفراتية شمال العراق، والبحرين وعمان وفارس والأهواز، وانتهت بمقتله كذلك مع عدد كبير من أسرة آل المهلب سنة مائة واثنتين من الهجرة.
فهذا كله السبب الأول من أسباب سقوط دولة بني أمية، ويتلخص -كما ذكرنا- في الثورات التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم، فبعضها ثورات للشيعة العلويين وبعضها ثورات للخوارج، وبعضها الآخر ثورات لبعض كبار القادة كعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن الأشعث الكندي ويزيد بن المهلب بن أبي صفرة.
2. العصبيات القبلية، لقد جاء الإسلام بمبادئه الإنسانية التوحيدية ليضعف إلى حد كبير من روح العصبية القبيلة، التي كانت متفشية في المجتمع العربي قبل الإسلام، غير أنه لم يتسن إبان حياة النبي أن يقضي عليها تمامًا فظلت تخبو حينًا وتظهر حينًا آخر، حتى وجدنا دلائل على استمرارها في أخريات حياة الرسول وخليفتيه أبي بكر وعمر {، ثم استردت هذه العصبية شيئًا من عافيتها في خلافة عثمان وبخاصة في السنوات الأخيرة من خلافته، حتى كانت إحدى العوامل المحركة للخروج عليه واستشهاده.
ثم وجدت هذه العصبية القبلية فرصتها في أجواء الفتنة التي أعقبت مقتل الخليفة الشهيد عثمان، وفي أثناء النزاع بين علي ومعاوية { والذي انتهى بقيام الدولة الأموية، بتنازل الحسن بن علي عن الخلافة سنة واحد وأربعين.
وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي بذلها بعض خلفاء بني أمية وولاتهم، وفي مقدمتهم معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان وأولاده من بعده: الوليد وسليمان ويزيد وهشام، وكذلك عمر بن عبد العزيز، أقول: على الرغم من تلك الجهود التي بذلها هؤلاء الخلفاء للحد من هذه العصبية، والتعامل معها بتوازن شديد، مدركين خطورتها على وحدة دولتهم وسلامة بنيانها الاجتماعي.
أقول: على الرغم من ذلك فإننا نرى هذه العصبية تبرز بشكل خطير في بعض مراحل تاريخ هذه الدولة، حتى تكون هي السمة الأكثر بروزًا، كما حدث في الفترة التي تلت موت يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وتنازل ابنه معاوية الثاني عن الخلافة بالشام، وكما حدث بعد مقتل الوليد بن يزيد سنة مائة وخمسة وعشرين إلى سنة مائة وست وعشرين، وانقسام البيت الأموي على نفسه في الفترة الأخيرة من حكم بني أمية.
ففي هذه الفترة الأخيرة التي تبدأ من سنة مائة وخمس وعشرين إلى سنة مائة واثنتين وثلاثين انفجرت العصبيات القبيلة، وفتحت فاهًا كألسنة النيران، دون أن يستطيع أحد أن يوقفها أو أن يسد فاهًا؛ لأن بعض الخلفاء الأواخر لم يكونوا أهلًا للقيادة، فعجزوا عن التصدي لهذه العصبيات، بل كانوا هم سببًا في اشتعالها.
وقد زاد الأمر خطرًا أن تلك العصبيات انفجرت في الشام، وهي الحصن الحصين للدولة الأموية، فانقلبت عليهم القبائل اليمنية الحليف التقليدي لهم؛ بسبب تقلب سياسة الخلفاء وتذبذبها في الاعتماد على اليمنيين تارة، وعلى القيسيين تارة أخرى، فإذا تقدم اليمنية احتلوا مراتب الدولة ونكلوا بالقيسية، وإذا قدّم أحد الخلفاء القبائل القيسية وعادوا إلى بعض مناصب الحكم نكلوا من خصومهم اليمنيين.
والأخطر من ذلك أن العرب خلال عمليات الفتح الإسلامي حملوا خلافاتهم وعصبياتهم في كل أرض يحلون بها، وبخاصة في خراسان بمشرق العالم الإسلامي، حيث أسهم بعض الولاة في تفاقم نار العصبية، والعمل على إشعالها، بسوء سياستهم وضيق أفقهم، فكان إذا جاء أمير ينتسب إلى اليمنية تعصب لقومه، وخصهم بالوظائف والمزايا، واضطهد القيسيين، وإذا جاء أمير من القيسية فعل عكس ذلك، والنتيجة أن خراسان لم تنعم بالاستقرار في أخريات حكم الأمويين.
وكانت الأحوال تنتقل من سيء إلى أسوأ، مما ساعد الدعاة العباسيين، الذين اتخذوا من خراسان تربة خصبة لدعوتهم، ساعدهم على استثمار هذه الأوضاع لصالحهم، وأن يستغلوا الخلاف بين الفصائل العربية المتنازعة، ويحققوا نصرًا كبيرًا على الجيوش الأموية، كان المنطلق لتحقيق باقي الانتصارات ضد الوجود الأموي.
3. موقف الموالي من الدولة الأموية، والموالي هم سكان البلاد التي فتحها المسلمون، وكان هؤلاء من عناصر غير عربية، ويمكن تقسيمهم إلى أربع طوائف رئيسية:
الطائفة الأولى: أسلمت إسلامًا حقيقيًّا، وارتفعوا فوق العصبيات القومية مثل: الإمام الحسن البصري، والإمام محمد بن سيرين، وعطاء بن يسار، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، فهذه الطبقة أسلمت وحسن إسلامها، ولم ترَ بأسًا أن يحكمها العرب، ونظرت إليهم نظرة تقدير واحترام لأنهم سبب هدايتها.
وقد بادل العرب هذه الطائفة ودًّا بودٍّ وتقديرًا بتقدير، كما أن علماء هذه الطائفة من الموالي كانوا موضع احترام من المجتمع والدولة، وكان تأثيرهم في الحركة العلمية عظيمًا.
الطائفة الثانية: هم الذين أسلموا إسلامًا خفيفًا، ولم تتخلص تمامًا من الماضي، وظلت تفخر بالأمجاد الفارسية القديمة، وهذه الطائفة لم ترفض الإسلام دينًا، لكنها رفضت السيادة والحكم العربيين، وظلت تسعى للقضاء عليهما، وكانت هذه الطائفة نواة الحركة الشعوبية التي نادت بتفضيل الفرس على العرب.
الطائفة الثالثة: أسلمت نفاقًا؛ لأنها رأت أن السبيل إلى المال والجاه لا يكون إلا بالدخول في الإسلام، فأعلنت اعتناقه ولم يدخل الإيمان في قلوبها، ولم تدع فرصة للكيد للمسلمين إلا استغلتها، كما دعت إلى الشعوبية وإلى المذاهب الدينية الهدامة الباطلة، وهذه الطائفة كانت أساسًا لما عُرف بحركة الزندقة، التي ظهرت في مطالع العصر العباسي.
الطائفة الرابعة: هي التي لم تسلم أبدًا، وبقيت على ديانتها بفضل الحرية التي منحها العرب لأهل البلاد المفتوحة، وقد كان لبعض الموالي من الفرس مواقف عدائية من الدولة الأموية، على الرغم من تسامح الحكومة معهم وإشراكهم في الإدارة، بل تفضيلهم أحيانًا على العرب أنفسهم.
فلم يترك هؤلاء فرصة للخروج والثورة عليها إلا انتهزوها، ولا دعوة لثائر إلا انضموا إليه، فقاتلوا مع المختار بن عبيد الله الثقفي في الكوفة سنة ست وستين إلى سبع وستين، وقاتلوا مع عبد الرحمن بن الأشعث سنة واحد وثمانين، ومع يزيد بن المهلب، وغيرهم من الثائرين كما أنهم ناصروا الخوارج، وتحالفوا مع الشيعة دائمًا.
ويذكر أن عدد الموالي الذين انضموا إلى ثورة ابن الأشعث كان مساويًا لعدد العرب المشاركين في هذه الثورة.
إن هذه المواقف العدائية من الموالي أو من بعض الموالي تجاه الدولة الأموية جعلت الباحثين يظنون أنهم فعلوا ذلك لظلم وقع عليهم من الدولة، وراحوا يكيلون التهم جُزافًا للأمويين بأنهم متعصبون ضد الموالي، وهذا اتهام لم يقم عليه دليل ولا سند تاريخي، وبعيد عن واقع الأمر، والحق أن الدولة الأموية قد عرفت بتسامحها مع غير المسلمين من أهل الذمة، فكيف تضيق بالمسلمين من الموالي وتضطهدهم.
ولعل السبب الرئيسي في عداء الموالي للدولة يكمن في أن طوائف منهم -كما ذكرنا- لم يستطيعوا أن يتخلصوا تمامًا من الماضي، حيث كانوا أصحاب السيادة على العرب قبل الإسلام، فلما فتح المسلمون بلادهم عز عليهم أن يحكمهم العرب فعملوا على تقويض الدولة.
ومع ذلك وفي الوقت الذي ننفي فيه القول باضطهاد الدولة الأموية للموالي، فإننا لا ننكر أن يكون بعض الولاة العرب قد نظروا إلى الموالي الفرس نظرة كبر وتعالٍ، وأوقعوا بهم صورًا من الظلم مثل: فرض الجزية على من أسلم من أهل الذمة، لكن ذلك لم يكن سياسة دولة، وإنما نتج عن تجاوز وسوء فهم لأحكام الإسلام من بعض الأمراء، أو لأسباب سياسية واقتصادية عمقت الشكوك في حقيقة إسلام هؤلاء الموالي.
4. التآكل والانشقاق الداخلي للأسرة الأموية الحاكمة، وعدم المواءمة بين اتساع حركات الفتوحات والعمل على تثبيت الإسلام، ومع أن الثورات والفتن الكثيرة التي قامت ضد بني أمية على امتداد تاريخهم كانت من أسباب ضعفهم، وكبدت الدولة الكثير من الجهد والمال والرجال، فإن ذلك لا يعد من الأسباب الأساسية في سقوط بني أمية.
فهذه الخلافات تكاد تكون من سنن الله في المجتمعات، ولا توجد دولة بلا خصوم من داخلها ومن خارجها، ومع أننا لا نستطيع أن ننكر تأثير العصبيات القبلية على مسيرة الدولة، وخصوصًا في الفترة الأخيرة من تاريخها، فإن ذلك أيضًا لا يعد من الأسباب الجوهرية لسقوط دولة بني أمية، فإنهم استطاعوا في معظم تاريخهم تحقيق التوازن والعدل بين القوى المتنافسة على الرئاسة والشرف، وليس صحيحًا -كما ذكرنا- أن الدولة الأموية كانت دولة عربية متعصبة ضد الموالي.
نقول: إن ذلك كله لا يكفي لتفسير سقوط هؤلاء العظماء، وهي أسباب تكاد توجد في معظم الدول والحضارات، وكثير من الدول عاشت أضعاف أضعاف ما عاش بنو أمية، وهي تحمل جراثيم الفناء أكثر مما كانوا يحملون، وإذا كان الأمر كذلك كما قررنا فما الأسباب الحقيقية إذًا؟
ليس هناك إلا حقيقتان:
الحقيقة الأولى: أن بني أمية انهاروا من الداخل، نعم انهاروا من الداخل، وأنهم انتحروا عندما تفرغوا لمحاربة بعضهم بعضًا، وتبادلوا مواقع الموت، وتركوا الدولة في السنوات السبع الأخيرة تتعرض لأشد المخاطر، حتى جاء من قضى عليهم جميعًا وهم العباسيون.
الحقيقة الثانية: أن بني أمية وقعوا في خطأ حضاري كبير، وهو أنهم لم ينبعثوا بتيار حضاري يتمم تيارات الفتوحات الكبرى ويكمله، ويمتص كل حركات الخروج والفتن والثورات.
لقد كان بإمكانهم تحويل كل المناوئين لهم إلى عاملين معهم في مجال نشر الإسلام والعربية، والقضاء على الفرق والطوائف والشيع بالحوار والفكر، ونشر الإسلام الصحيح، وترجمته إلى لغات البلاد المفتوحة، وتحقيق إسلام وتعريب كاملين لهذه الأراضي الشاسعة التي فتحها الله عليهم، بمعنى وفي إيجاز شديد: تحقيق التوازن بين الدولة والدعوة أو بين الأرض والعقيدة، أو بين السياسة والفكر.
وكانت هذه رسالة عظمى لم يتقدم فيها الأمويون بصورة كافية، كما تقضي طبيعة الظروف والتحديات، وكما تقتضي الاستجابة الملائمة للتحدي، وهذا هو الخطأ الحضاري الكبير الذي وقع فيه بنو أمية، فانهارت دولتهم بسرعة، وباختصار شديد فيما يتعلق بهذه الحقيقة الثانية: أن الدولة الأموية لما وسعوا رقعة الفتوحات على الناحية العسكرية، فإنهم لم يتوسعوا في الدعوة ونشر الإسلام بنفس القدر، وبنفس الكفاية وبنفس الاتساع، ومن هنا جاء انهيار دولتهم سريعًا.
هذه هي الأسباب الرئيسة، التي تفسر لنا سقوط دولة بني أمية

مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين-الملائكة

الملائكة
الملائكة مخلوقات نورانية سماوية؛ مجبولة على الخير، قادرة على التشكل في خرق العادة؛ لأن النور قابل للتشكل في كيفيات، وهي أن أجزائه لا تتزاحم، ونورها لا شعاع له؛ فلذلك لا تضيء إذا اتصلت بالعالم الأرضي، وإنما تتشكل إذا أراد الله أن يظهر بعضهم لبعض رسله وأنبيائه على وجه خرق العادة، وقد جعل الله لها قوة التوجه إلى الأشياء التي يريد تكوينها فتتولى التدبير لها؛ ولهذه التوجيهات الملكية حيثيات ومراتب كثيرة تتعذر الإحاطة بها، وهي مضادة لتوجهات الشياطين؛ فالخواطر الخيرية من توجهات الملائكة، وعلاقتها بالنفوس البشرية وبعكسها خواطر الشر.
مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- بين نوح وقومه

بين نوح وقومه
دعا نوح قومه بلطف وأدب إلى تلك الكلمة التي دعا كل رسول قومه إليها: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، فهو المستحق للعبادة، وحده،وغيره لا يملك نفعًا ولا ضرًّا، وحذرهم من سوء عاقبة التكذيب، وأظهر شفقته بهم، وخوفه عليهم إذا ساروا في طريق الكفر، والضلال، وتركوا عبادة الله وحده.
وهو أسلوب مقنع مهذب، وبالرغم منه كان رد الملأ من قومه على دعوته أن وجهوا إليه التهم التي وقرت في نفوس الجهال من البشر،ومقتضاها أن الجنس البشري أحقر من أن يحمل رسالة الله، فإن تكن ثمة رسالة، فليحملها ملَك، أو مخلوق آخر، ومصدر هذه التهمة عدم الثقة في هذا المخلوق الذي استخلفه الله في الأرض.
وأودع فيه ما يكافئها من الاستعداد، والطاقة، وأودع في جنسه القدرة على أن يكون من بينه أفراد مهيئون لحمل الرسالة باختيار الله لهم، وهو سبحانه أعلم بما أودع في كيانهم الخاص من خصائص هذا الجنس في عمومه.
إن فطرة الإٍنسان التي فطره عليها خالقه تدعوه إلى التصديق بحملة الحق، والإيمان بدعاة الهدى، والرشد، والانقياد لأئمة الناس -عليهم الصلاة والسلام،إلا أنّ قوم نوح تماروا، فقالوا: إذا كان الله يريد أن يختار رسولًا من البشر، فلم لا يكون من بين هؤلاء الملأ الكبار المتسلطين العالين؟
وهو كسابقه جهل بالقيمة الحقيقية للإنسان، والتي من أجلها استحق الخلافة في الأرض بعمومه، واستحق حمل الرسالة بخصوصه في المختارين من صفوته.
وهذه القيمة لا علاقة لها بمال، أو جاه، أو سلطان في الأرض، وإنما هي في صميم النفس، واستعدادها للاتصال بالملأ الأعلى، والتلقي عنه،والتحمل للآيات، والصبر على أدائها، والقدرة على الإبانة، والبلاغ، وهو جهد في صميم النفس، وحمل لا يقوى عليه إلا خاصة الخاصة من الناس الذين يرسلهم الله بالبينات، وينزل عليهم الكتاب بالحق والميزان ليقوم الناس بالقسم.
مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

سلسلة قراءات فى تاريخ الاسلام والمسلمين- بين نوح وقومه

بين نوح وقومه
دعا نوح قومه بلطف وأدب إلى تلك الكلمة التي دعا كل رسول قومه إليها: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، فهو المستحق للعبادة، وحده،وغيره لا يملك نفعًا ولا ضرًّا، وحذرهم من سوء عاقبة التكذيب، وأظهر شفقته بهم، وخوفه عليهم إذا ساروا في طريق الكفر، والضلال، وتركوا عبادة الله وحده.
وهو أسلوب مقنع مهذب، وبالرغم منه كان رد الملأ من قومه على دعوته أن وجهوا إليه التهم التي وقرت في نفوس الجهال من البشر،ومقتضاها أن الجنس البشري أحقر من أن يحمل رسالة الله، فإن تكن ثمة رسالة، فليحملها ملَك، أو مخلوق آخر، ومصدر هذه التهمة عدم الثقة في هذا المخلوق الذي استخلفه الله في الأرض.
وأودع فيه ما يكافئها من الاستعداد، والطاقة، وأودع في جنسه القدرة على أن يكون من بينه أفراد مهيئون لحمل الرسالة باختيار الله لهم، وهو سبحانه أعلم بما أودع في كيانهم الخاص من خصائص هذا الجنس في عمومه.
إن فطرة الإٍنسان التي فطره عليها خالقه تدعوه إلى التصديق بحملة الحق، والإيمان بدعاة الهدى، والرشد، والانقياد لأئمة الناس -عليهم الصلاة والسلام،إلا أنّ قوم نوح تماروا، فقالوا: إذا كان الله يريد أن يختار رسولًا من البشر، فلم لا يكون من بين هؤلاء الملأ الكبار المتسلطين العالين؟
وهو كسابقه جهل بالقيمة الحقيقية للإنسان، والتي من أجلها استحق الخلافة في الأرض بعمومه، واستحق حمل الرسالة بخصوصه في المختارين من صفوته.
وهذه القيمة لا علاقة لها بمال، أو جاه، أو سلطان في الأرض، وإنما هي في صميم النفس، واستعدادها للاتصال بالملأ الأعلى، والتلقي عنه،والتحمل للآيات، والصبر على أدائها، والقدرة على الإبانة، والبلاغ، وهو جهد في صميم النفس، وحمل لا يقوى عليه إلا خاصة الخاصة من الناس الذين يرسلهم الله بالبينات، وينزل عليهم الكتاب بالحق والميزان ليقوم الناس بالقسم.
مع تحيات جامعة المدينة العالمية
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad