الثلاثاء، 25 يونيو 2013

تابع وسطية أهل السنة في مسائل الاعتقاد

 الدرس 20 :


المدخل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.

أخي الطَّالب، سلامٌ من الله عليكَ ورحمته وبركاته، ومرحباً بك في سلسلة الدُّروس المقرَّرة عليك في إطار مادَّة مدخل إلى العقيدة الإسلامية لهذا الفصل الدِّراسيّ، آملينَ أن تجدَ فيها كلّ المُتعة والفائدة.

ففي هذا الدرس العشرين -بمشيئة الله- نواصل التعرف على مسائل أخرى في الاعتقاد تتجلّى فيها وسطية أهل السنة.

فأهلاً بك.


الثمرات التعليمية
في نهاية هذا الدرس، سيُتاح لك -أيُّها الطّالبُ-:

· أن تعرف وسطية أهل السنة في نصوص الوعد والوعيد.
· أن تدرك وسطية أهل السنة في باب الأسماء والأحكام.
· أن تلمّ بوسطية أهل السنة في أصحاب رسول الله.
· أن تحيط بوسطية أهل السنة في باب المنقول والمعقول.


عناصر الدرس
20.1 وسطية أهل السنة في نصوص الوعد والوعيد
20.2 وسطية أهل السنة في باب الأسماء والأحكام
20.3 وسطية أهل السنة في أصحاب رسول الله
20.4 وسطية أهل السنة في باب المنقول والمعقول


ملخص الدرس

· أهل السنة والجماعة توسطوا أيضاً في نصوص الوعد والوعيد، بين الوعيدية والمرجئة الذين يؤخِّرون الأعمال عن الإيمان. فقد جاء في كتاب الله وعلى لسان رسول الله كثير من الآيات والأحاديث التي تدل على وعْد الله للمؤمنين والمطيعين بالثواب الجزيل ووعيده للكافرين والعصاة بالعذاب الأليم. والناس قد افترقوا في هذه النصوص إلى طرفيْن ووسط، فالمرجئة أخذوا بنصوص الوعد وتركوا نصوص الوعيد، والوعيدية من الخوراج والمعتزلة أخذوا بنصوص الوعد والوعيد ولكنهم غلَوْا في نصوص الوعيد. أمّا أهل السنة والجماعة فهم وسط في هذا الباب بين المرجئة والوعيدية يأخذون بنصوص الوعد والوعيد، فيجمَعون بين الخوف والرجاء.
· أهل السنة والجماعة أطلقوا على مرتكب الكبيرة اسم "مؤمن عاصٍ" أو "مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته"، فلا يزيلون عنه اسم الإيمان بالكلية بذهاب بعضه، ولا يعطونه اسم الإيمان المطلق. فأهل السنة والجماعة توسطوا بين الوعيدية والمعتزلة وقَالُوا بأن حكم مرتكب الكبيرة في الآخرة أنه يُخاف عليه العقاب ويُرجى له الرحمة، فمَن لقي الله مصرًّا غير تائب من الذنوب التي استوجب بها العقوبة، فأمره إلى الله، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له، فإن غفر له وأدخله الجنة دون عذاب ولا عقاب فبفضل الله وبرحمته، وإن أدخله النار وعذّبه بقَدْر ذنوبه فبعدله. ثم إنه لا يخلد في النار كالكفار.
· أهل السنة والجماعة وسط بين الغلاة والجفاة في صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث أحبوا جميع صحابة النبي وترضّوا عنهم، واعتقدوا عدالتهم، وأنهم أفضل هذه الأمة بعد نبيها، وأن الله قد حفظ بهم دينه، وأقام بهم عقيدة الإيمان صافية نقية، ونحن لم نعرف هذا الدين إلا بعد اجتهاد صحابة النبي الأمين، فهم الذين حملوا إلينا دين الله، وهم الذين جاهدوا مع النبي، ومع قولنا ذلك أيضًاً، لا نقول بأنهم فوق الأنبياء والمرسلين، فلهم فضل كبير عميم.
لا يمكن أن يتعارض أبدًا العقل الصريح مع النقل الصحيح بحال من الأحوال، فإذا كان العقل صريحًا سليمًا لم يصبه أي تحوّل، لا بدّ وأن يتّفق مع النقل الوارد في كتاب الله أو سنة رسول الله. أمّا إذا حدث تضارب أو تناقض، فهذا يرجع إلى أحد أمريْن، إما أن يكون الخلل في العقل، فلا يكون العقل صريحًا، أو أن الخلل في النقل، ومعنى ذلك أن يكون النقل ليس بصحيح، وذلك كأن يستدل مستدل مثلًا بحديث موضوع عن النبي أو بحديث باطل يناقض العقل؛ لأن النقل في هذه الحالة ليس صحيحًا.

خاتمة الدرس
بهذا نكون قد وصلنا -أخي الدارس- إلى ختام الدرس العشرين، فإلى لقاءٍ يتجدّد مع الدَّرس الحادي والعشرين الّذي ينعقدُ -بإذن الله تعالى- حول قواعد وضوابط الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


هذا، والله وليُّ التَّوفيق.

والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ملاحظة: للاطلاع على باقي تفاصيل الدرس الرجاء تحميل الملف المرفق

الملفات المرفقة

منقول من : http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=17707

مع تحيات جامعة المدينة العالمية

0 التعليقات:

إرسال تعليق