الأحد، 30 يونيو 2013

حرق التلمود وإعدامه


هوجم التلمود بشدة في العصور الوسطى، باعتباره أهم مصادر للتعاليم اليهودية التي أدَّت إلى مقاومة اليهود للسلطة والدين المسيحي سرًّا وعلانية. وقد قال الإمبراطور هونو ريوس Honorius في إحدى القوانين التي أصدرها: أنَّ الحاخامات مخربون Devastators.
وحيث كان العهد القديم -المكتوب بالعبرية- مقدّسًا لدى المسيحيين أيضًا، فكل غضبهم كان موجهًا إلى التلمود، باعتباره مصدر الشر الكامن في اليهود.
وقد حمل الملوك والباباوات حملات شديدة ضد التلمود، منذ القرن الثالث عشر، وصدرت الأوامر بإتلاف نسخ التلمود في فرنسا في عهد لويس Louis the Pious 1 من سنة 1226

حتى 1270، كما حدث ذلك في انجلترا أيضًا سنة 1290 حين أمر الملك بطرد اليهود عن البلاد بعد أن اكتشف حيلهم ومكرهم ومقتهم للشعب الإنجليزي المسيحي.
وتقول دائرة المعارف اليهودية العامة أن 22224 عربة مجملة بالكتب العبرية أحرقت في باريس سنة 1242 في يوم واحد، وأن "مثير" من بلدة روثنبرغ Meir of rothewnberg شاهد هذه المأساة وألَّف رثاء منظومًا يردد إلى اليوم في كثير من كنائس اليهود 1.
وفي أواخر العصور الوسطى لم يحرق التلمود، وإنما اكتفت السلطات الحاكمة والكنسية بالرقابة على طبعه، فأجازت تداول نسخ محدودة بعد حذف فصول عديدة.
وهاجم مجلس المدينة في بولندا عام 1840 "التلمود" بأنه مصدر احتقار اليهودية للدين المسيحيي"، وكان أسقف 
بولندا قد فرض قبل ذلك بقرن غرامة على التلموديين، وأمر بإحراق كل نسخ التلمود.
وأحد أهم الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذه الإجراءات العنيفة هي المناظرات التي كانت تقام بين المسيحيين واليهود، وكان يجب على الحاخامات أن يدافعوا ويبرروا تعاليم التلمود، وكان الذي يدفع المسيحيين إلى إقامة هذه المناظرات هو ارتداد أحد اليهود عن دينه من وقت إلى آخر، وقبوله المسيحية واعترافه بتعاليم التلمود الهدامة المعادية للمسيحية وغير اليهود.
وأهم اليهود المرتدين الذين اشتركوا في فضح ومقاومة التلمود هما نيكولاس دونين Nicolas Donin وبابلو كريستيانيس.
وقد عقدت مناظرة كبرب بين بابلو كريستياني والحاخام موسى بن نحمان في برشلونة سنة 1276م1.
ورغم أن دائرة المعارف اليهودية" تذكر هذه المناظرة الكبرى إلا أنها لا تخبرنا بنتائجها كشأنها في إغفال 
وتجاهل كل ما لا يروق لها، ولنا أن نستنبط مما ذكرته دائرة المعارف هذه أن البابا كليمنت التاسع أصدر مرسومًا سنة 1264 على إثر هذه المناظرة، أمر فيه بمصادرة وإحراق التلمود، ويبدو أن بابلو كريستيساني استطاع إفحام الحاخام اليهودي بشأن اتهاماته.
وتضيف دائرة المعارف اليهودية" أن إحدى هذه المناظرات أقيمت بأمر من البابا بينديكت BENEDICT، واستمرت لسنة وتسعة شهور في طرطوسه. ونستخلص من ذلك أن المسيحيين أعطوا اليهود أكبر وأطول فرصة للدفاع عن عقائدهم، وإلا فغير مفهوم أن تستمر المناظرة طوال هذه الفترة إذا كانت الكنيسة منحازة مسبقًا ضد اليهود كما يدعون، باتهامها باللاسامية وكراهية اليهود 1.
اسم الكتاب: التلمود تاريخه وتعاليمهتأليف: خان، ظفر الإسلامالفن: الفرق والأديانالناشر: دار النفائس الطبعة الثامنة 1243هـ-2002معدد المجلدات:[ 1 ]عدد الصفحات:[ 110]للاطلاع على الكتاب اليكم الرابط: http://raqamiya.mediu.edu.my/BookRead.aspx?ID=3169

منقول من منتدى جامعة المدينة العالمية 


مع تحيات جامعة المدينة العالمية

0 التعليقات:

إرسال تعليق