الأحد، 30 يونيو 2013

ما المراد بصلاة الرغيبة ، وأين تُصلى ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ركعتي الفجر من النوافل المؤكدة، وتسمى بالرغيبة، لكثرة ما رغب فيها؛ لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح. وروىمسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها. 
فسنة الفجر ركعتان قبلها -بعد أذان الفجر- وهي من آكد السنن، لم يتركها رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم حضراً ولا سفراً، والسنة تخفيفهما، والأفضل أن تقرئي بعد الفاتحة في ‏الأولى بـ( قل يا أيها الكافرون) وفي الثانية بـ ( قل هو الله أحد) ويشرع بعدهما ‏الاضطجاع على الشق الأيمن إلا إذا كان عندك من يحادثك أو خشيت النوم فتجلسين ‏حتى تصلي الفرض، ولا ينبغي الزيادة عليهما، فقد روى أحمد وأبو داود عن يسار مولى ‏ابن عمر قال: رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد ما طلع الفجر فقال: " إن رسول الله صلى الله ‏وعليه وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الساعة فقال: " ليبلغ شاهدكم غائبكم أن لا ‏صلاة بعد الصبح إلا ركعتين" وروى البيهقي عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى: أنه ‏رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيهما الركوع والسجود فنهاه، ‏فقال: (يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك الله على خلاف السنة) ‏ومن صلى الفرض إن شاء انصرف، وإن شاء جلس في مصلاه وهو الأفضل، يذكر الله ‏ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتلو القرآن، أو يتذاكر مع المصلين معه ‏حتى تطلع الشمس قدر رمح وهو: مقدار ربع ساعة تقريباً بعد وقت الشروق، ثم يصلي ركعتين يكتب الله ‏له بذلك أجر حجة وعمرة تامة، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم: " من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ‏ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" رواه الترمذي وله شواهد يرقى ‏بها إلى درجة الحسن. والتنفل بين هذين الوقتين منهي عنه، قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم: " لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد صلاة الصبح حتى ‏تطلع الشمس وترتفع…"‏.


والله أعلم.‏

فكل صلاة يؤديها الداخل إلى المسجد سواء كانت فرضاً أو راتبة أو تطوعاً مؤادة كانت مقضية أو منذورة،
تنوب عن تحية المسجد، شريطة أن تكون هذه الصلاة ركعتين فأكثر، فلو صلى على جنازة أو سجد لتلاوة أو صلى ركعة لم تحصل التحية لصريح الحديث " إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس " 
ويحصل له أجر التحية والفريضة أو التحية والمندوب إذا نوى الصلاتين معاً.
يقول السيوطي في الأشباه والنظائر: لو أحرم بصلاة ونوى بها الفرض والتحية صحت وحصلا معاً. 
والله أعلم.



مع تحيات جامعة المدينة العالمية

0 التعليقات:

إرسال تعليق