الأحد، 30 يونيو 2013

نشأة التلمود وأثره على اليهود


ينقسم التلمود1 إلى جزئين هامين:
1- المشناه Mashanh وهو الأصل "المتن".
2- جمارا Gemara ، شرح مشناه.
ومشناه أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة، جمعها يهوذا هاناسي Judah Hanasi فيما بين 190 و200م، أي: بعد قرن تقريبًا من تدمير تيطس الروماني الهيكل.
أما "جمارا" فاثنان: جمارا أورشليم "فلسطين"، وجمارا بابل.
جمارا أورشليم "أو فلسطين" هو سجّل للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين "أو بالأخص علماء مدارس طبرية" لشرح أصول المشناه، ويرجع تاريخ جمعه إلى عام 400 م.
وجمارا بابل هو سجّل مماثل للمناقشات حول تعاليم

المشناة، دونها علماء بابل اليهود، وانتهوا من جمعه سنة 500م تقريبًا.
فمشناه مع شرحه جمارا أورشليم يسمَّى "تلمود أورشليم"، ومشناه مع شرحه جمارا بابل يسمَّى "تلمود بابل"، وكلاهما يطبع على حدة.
المشناه: هو خلاصة "القانون الشفهي"1 Oral law، الذي تناقله الحاخامات منذ ظهور حركة الفريسيين التابعين لأهواء النفس، ونشطت حركتهم بعد ظهور عيسى ابن مريم -عليه السلام، مما أدى أخيرًا إلى تسجيل المبادئ الهدَّامة التي قامت عليها دعوة الفريسيين التي استنكرها المسيح.
في مقدمة كتابه "شرح المشناه" كتب الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون Maimonides ما يلي تعريفًا بالمشناه:
"منذ أيام معلمنا موسى حتى حاخامنا المقدس "يهوذا هاناسي" لم يتفق أحد من علماء اليهود" على أيَّة عقيدة 
من العقائد التي كانت تدرس علانية باسم "القانون الشفهي"، بل كان رئيس محكمة كل جيل أو نبيه يضع مذكرة عمَّا سمعه عن سلفه وموجهيه، لينقلها شفهيًّا إلى شعبه، وهكذا ألَّف كل فرد "من العلماء" كتابًا مماثلًا ليستفاد منه حسب درجة كفاءته، إذا كان متمكنًا من القوانين الشفهية وما توصل إليه السابقون من تفسير التوراة، والقرارات التي أعلنت في مختلف الأجيال، وقررتها المحكمة العليا "السنهدرين"، وهكذا تقدَّم الزمن حتى أتى حاخامنا المقدَّس الذي جمع لأوَّل مرة كل ما يتعلق بالسنة والأحكام والقرارات، وشرح القانون المروي عن موسى -معلمنا- المأمور به في كل جيل" 1.نشأة المشناه: مشناه معناها بالعبرية "المعرفة" Learning أو "القانون الثاني "Second law"، ويزعم اليهود أنه أنزل على موسى،في طور سيناء، فيروي اليهود عن الحاخام ليفي بن شما chama الذي يروي عن سيمون بن لاكيش lakish، الذي قال مفسرًّا لما جاء في التوراة: "إنا سنعطيك ألواح الحجر، وقانونًا ووصايا كتبناها، لتعلمنا لهم" "الخروج 24:12 ".
إنَّ المراد من الألواح: الوصايا العشر، والقانون: هو القانون المكتوب، والوصايا هي المشناة، "وكتبناها" يعني الذي كتبه الأنبياء من كتابات مقدسة [يتناقلها اليهود]. لتعلمها" معناه: الجمارا، فهذا يعلمنا أن هذا كله أعطي لموسى في طور سيناء"1.
وتتضح من هذا خدعة الحاخام لشعبه: كيف أنه يفرق بين ألواح الحجر والقانون المكتوب "وهما شيء واحد" ثم يخلط بين الوصايا والألواح زاعمًا أنَّ الألواح هي الوصايا العشر، وأن الوصايا هي المشناه، ثم يخدع شعبه مرة أخرى بأن يوهمهم بأن المراد من "لتعلمها" ليس تعليم التوراة، وإنما تعليم الجمارا، وهو -كما سنوضح- يعتبر الأهم بين الكتب التي وضعها الحاخامات بينم يفسر، "كتبناها" على أنه "أي الضمير" يرجع إلى الأنبياء بدلًا من الله!
ويضيف اليهود: إنَّ المشناه تناقله عن موسى أربعون 
"مستقبلون" Receivers جيلًا عن جيل، حتى جاء الحاخام يهوذا هاناسي "المقدس"، ولما كان الهيكل لا يزال قائمًا آنذاك، كمركز اليهود ، لم يجز شرعًا كتابة هذه التعاليم1.
وأهم الكتب التي ألفت لتضارع المشناه كتاب الحاخام إليعاذر بن يعقوب Eliezer ben Jacob ويسمَّى "بريثا" Braitha ويعتبره البعض "نظيرًا" للمشناه؛ لأنَّ 102 حكمًا من أحكام الشريعة التلمودية هي من وضع الحاخام إليعاذر، رغم مخالفة المشناه لها2.
مباحث المشناه:يتكون "المشناه" من ستة مباحث تسمَّى "سيدا ريم"، أي "أحكام "orders وهي كما يلي:
1- زيرائيم zeraim "البذور: Seeds"، ويتضمَّن اللوائح الزراعية 11 رسالة Tractates.
2- موئيد Moed "الأيام المقررة: Appointed times" يحتوي على لوائح الأعياد والصيام 12 رسالة.
3- نشيم Nashim "المرأة" يتضمَّن قوانين الزواج والطلاق والنذور والناذر، 7رسائل، منها رسالة "عابوده زاره" الشهيرة، ومعناها: "عبادة الأوثان"، وتتناول علاقة الوثنيين باليهود.
4- نيزيكين Nezekin "الأضرار" يشمل القوانيل المدنية والجنائية 10 رسائل.
5- كوداشيم Kodashim "الأشياء المقدسة"، عن قوانين الصلاة.
11 رسالة.
6- توهاروث Toharoth "الطهارة" عن قوانين الطهارة والنجاسة 12 رسالة.
ويبلغ عدد هذه الرسائل 63 رسالة، وكلها مقسَّمة إلى فصول وجمل.
والتلمود يشار إليه أحيانًا بكلمة شاس Shas، وهي اختصار للكلمة العبرية Shishah sedarim أي: الأحكام الستة".
وبالإضافة إلى هذه الرسائل الست توجد رسائل تلمودية صغيرة Minor Tractates، وهي كما يلي:
سفر توراه Safer torah
ميزوزاه Mezuzah تفلين Tefillin
تزيت زيث Tzitzith
أباديم Abadim
كوثيم Kuthim
جريم Gerim
وهناك ست رسائل أخرى1 تضاف إلى طبعات التلمود الجديدة، وهي:
أبوث الحاخام ناثان Aboth de Rabbi Nathan
سوفريم Soferim
سيماهوث Semahoth
كالاح Kallah
درش إريتز إسرائيل Derech Erets Israel
درش إريتز زوتا Derech Eretz Zuta
وهناك سفر مماثل للتلمود تمامًا يسمَّى ميدراش Midrash
وهو يجمع الحكم والقصص والأحكام التي جمعها أو اختلقها الحاخامات بعد إتمام التلمود، فدوَّنوها في هذا السفر مخافة أن تضيع. هذا رغم أنَّ التلمود نفسه استغرق تدوينه ما لا يقل عن ألف عام من الزمن1.

اسم الكتاب: التلمود تاريخه وتعاليمهتأليف: خان، ظفر الإسلامالفن: الفرق والأديانالناشر: دار النفائس الطبعة الثامنة 1243هـ-2002معدد المجلدات:[ 1 ]عدد الصفحات:[ 110]للاطلاع على الكتاب اليكم الرابط: http://raqamiya.mediu.edu.my/BookRead.aspx?ID=3169

منقول من منتدى جامعة المدينة العالمية
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=3957

مع تحيات جامعة المدينة العالمية

0 التعليقات:

إرسال تعليق